الاثنين، 10 نوفمبر 2014

جريمة فى البيت


مجموعة لوحات للفنان الروسي Jakub Schikaneder
1855- 1924

عمل استاذ في كلية الفنون في براغ وتفنن في رسم مشاهد مدينته , انجذب اكثر للطبقة الفقيرة من المجتمع فرسمها في موضوعات مختلفة و ربما لوحاته تدل على مزاجية هذا الفنان التي جاءت حزينة وتميل للكأبة ( الطريق الحزين - جريمة قتل في البيت ) وتعد الاخيرة من اشهر لوحاته واظهر فيها موضوع كان شائك  في روسيا فى تلك الفترة العنف بأتجاه المرأة , مشاهدة لوحاته تطبع على النفس هذا السكون والهدوء حتى في لوحته جريمة في البيت بالرغم من زحام اللوحة فجسد مسجي على الأرض والكثير من الناس تلتف حوله ولكنه لم يفقد ذلك السكون في تلك القطعة الفنية وحددت الابحاث الفنية مؤخراً على اللوحة ذلك الفناء المظلم الذي وقعت به الجريمة وهو نفس الحي الذي كان يسكنه الفنان قبل الأنتقال منه لهدمه لتجديد المدينة وقت عرض اللوحة اثارت الكثير من الجدل لأنها تمثل محاولة نادرة للتعبير عن  الواقعية مع ميول المذهب الطبيعي.










السبت، 8 نوفمبر 2014

جنازة لرجل فى منتصف فصل الشتاء



من يرى هذه اللوحة سيعتقد انها للفرنسي جوزيف ماتياس الذي لم يرسم يوماً سوى شواهد القبور او اجساد في طريقها للعالم الاخر ولكن ان دقق اكثر فسيعرف أن تلك اللوحة مختلفة عن اعمال ماتياس الذى تتسم ريشته بالخفة والرشاقة , اللوحة للروسي فاسيلي بيروف  وهو مؤسّس تيّار الواقعية النقدية في الفنّ الروسي.  الذي كانت لوحاته دوما تركز على الجوانب المظلمة من الحياة وانتقد كثيرا لذلك فهو الذى عاش عصر التغيير الاجتماعى وانتعاش اقتصادى فى تاريخ روسيا الا أنه لم يرى سوى مساؤى كل ذلك 
في هذه اللوحة، يجسد الرسّام طقس الموت فى  امرأة  برفقة طفليها،  و تنقل جثمان زوجها إلى مثواه الأخير في كفن موضوع فوق عربة يجرّها حصان ملامح الارملة غير ظاهرة ولكن من الواضح انها فى حالة حزن عميق . كتفيها المنحنيين يتحدّثان  عن حزنها وعمق مأساتها. وضعية جلوسها متناغمة مع حركة الحصان الذي يجرّ العربة. والحصان، هو ايضا كأنما يجر نفسه جراً  كأنّما يشعر بعمق الصدمة , لا احد يرافق الاسرة فى تشييع الجثمان , برية مثلجة وخواء مهيمن على المكان , الابنة تحتضن التابوت وتنظر الى لا شيء بينما الابن يظهر عليه اثرصدمة فراق والده ربما هو لا يعي بعد ما هو الموت .. الطبيعة الخاوية والسماء المكسوة بالغيوم  الثقيلة  والثلوج المترامية هنا وهناك ، كلّها ادوات  تعمق الإحساس بالحزن والكأبة كذلك جاء اللون الرمادى بكل تلك الكثرة كما لو أنه شريك فى جعل الحزن محتشد ها هنا أنه الموت يكل ما فيه من الم وحزن وغموض . 
اللوحة  تعمق الاحساس بالبساطة من خلال عمق المضمون  الهمت  قصيدة للشاعر نيكراسوف كانت عن جنازة لرجل في فصل الشتاء ولكن اجمع النقاد ان اللوحة كانت اكثر حزنا من القصيدة نفسها التى نظمت من اجلها 

الأحد، 2 نوفمبر 2014

وجوه في كونتوار





من الصعب تصديق ان هذه اللوحة هى لديغا هذا الذى لم يرسم لنا سوى راقصات الباليه وهن تتمايلن باجسادهن الرشيقة واحذيتهن المبهجة , فقد اشتهر بتلك اللوحات الرائعة التي مجدت فن الباليه وراقصاته، وتدريباته وكواليسه، كما تراءت لديغا في الزمن الذي عاش فيه، وكان زمن رقص وأوبرا وفنون رائعة. غير ان ديغا رسم مواضيع أخرى عدة، مثل سباقات الخيل والأحصنة وفرسانها، وأجواء القرون الوسطى. وكذلك رسم «بورتريهات» و «مشاهد عائلية» لأناس يعرفهم، من دون أن يبتغي المال.  كانت المشاهد تبدو جزءاً من لوحات تصور متاحف للشمع، الى درجة ان من كان يزور، مثلاً، متحف غريفن الباريسي للتماثيل الشمعية، كان يدهشه مقدار التشابه بين مشاهد في لوحات ديغا وبين تلك المشاهد، حتى انه كان يسأل نفسه: تُرى من يقلد من؟ ذلك أن هذا النوع من اللوحات لدى ديغا، كان يقدم شخصيات تبدو، حتى ولو وجدت في لوحة واحدة، منصرفة الى شؤون خاصة بها، غير آبهة بنظرة الفنان التي هي نظرة متفرج اللوحة نفسه. بل ان معظم الشخصيات كان يبدو، حتى داخل اللوحة، على غير اتصال بالشخصيات الأخرى داخل اللوحة نفسها، ما يذكر حقاً بأروع لوحات الأميركي ادوارد هوبر، ذات الواقعية اللاتواصلية المفزعة لوحة (وجوه في كونتوار» ) التي رسمها الفنان عام 1873. لقد رسم ديغا هذه اللوحة خلال زيارته خاله تاجر القطن ميشال موسون في مدينة نيوأورليانز الأميركية. والمدهش ان ديغا حين رسم اللوحة لم تكن سوى شهور قليلة قد مضت عليه وهو في تلك المدينة.

ومع هذا يفاجأ الناظر الى اللوحة بمقدار ما فيها من أبعاد أميركية خالصة، حتى ليصعب عليه أن يدرك للوهلة الأولى ان راسمها فرنسي، أو هو ديغا تحديداً، اذ تبدو وكأنها واحدة من تلك اللوحات الأميركية الواقعية التي كانت ترسم بوفرة لتمجيد الحس الرأسمالي,كل شخصية تبدو منصرفة الى عملها أو الى نشاطها الخاص، من دون أن توجد في ما بينها، سوى «صدفة» وجودها معاً في هذا المكان,لنلاحظ هنا انه الوحيد الذي ينظر الى الآخرين بانتباه واهتمام، قد لا توحي بهما للوهلة الأولى وقفته المتراخية... هو الذي سرعان ما سنتنبه إن نحن تأملناه، انه - انطلاقاً من المناخ العملي العام في اللوحة والذي يتأمله في نظرة شمولية - انما يجهز خطوته التالية أو رده على المكالمة أو البرقية التي ينتظرها.



السبت، 1 نوفمبر 2014

سالى  سكوتش  مرة أخرى تلك الفنانة التى تنتمى لوحاتها للواقعية الكلاسكية وسميت بالمشهد السردى ,  ثلاثة من اشهر لوحاتها  التسلسلية بالرغم انها لم تفحص عن ذلك او ربما لم تقصد ذلك وتركتها لذكاء المشاهد ,اهتمت سالى بالهندسة المعمارية فى لوحاتها فوجدنا النسق الباروكى فى الابنية والشوارع ..  معظم لوحاتها لا تخلو من نافذة او شرفة مشرعة ... الكثير من الدراسين والمؤرخين اهتموا بتلك النافذة  ربما لانها تختلف عن النافذة فى اللوحات الاخرى وتشير النافذة  دوماً الى رؤية الفنان للحياة بوجه عام او كموتيف للوحة لمساعدة المشاهد على فهم اعمق لموضوع اللوحة,وغالبا تأتى من احد زوايا اللوحة او بالخلفية مع سالى كان الامر مختلف فهى ترسم المبنى وتطلعك على احد نوافذه المفتوحة ليحلو لك التلصص على ما بداخلها تماماً كم لو انك تشاهد مشهد سينمائى فقد تحولت فرشاتها والوانها الى كاميرا ... لم تهتم سالى بكشف ملامح الوجه او التعبير عن مكنونية النفس  فهى كانت تركز على موضوع اللوحة ككل فالموضوع معها يكمن داخل التفاصيل  

  



نافذة مشرعة فى  ذلك البيت الدافئ الانيق .. من بالداخل انها  المرأة التى كانت   تقف امام  المتجر فى اللوحة الثانية ,ترتدى ذلك الفستان الاسود الذى صنعته تلك السيدة باللوحة الاولى انها متوالية سالى سكوتش التى لم تفحص عنها ابداً..  ترى هل  شغل بال هذه السيدة وهى تصنعه  تلك الفاتنة  التى سترتديه واى قدر ستواجهه معه ولأى المشاوير ستذهب به ؟  الاضاءة قوية من احد المصابيح بالحجرة ,بينما اقل بالخارج والفرشاة قوية كعادتها     

الجمعة، 31 أكتوبر 2014

المملوك رستم

المملوك المخيف ,المقاتل الشرس , الخادم المخلص
شاهد قبر ه الرخامي كتب عليه هنا يرقد رستم , رازا,ابجاهيا,بابا تام .. فأى منهم هو !؟
الحارس الشخصى للامبراطور نابليون
ومملوكه الاثير
وحامل مسدساته
من مواليد جورجيا وباع فى اسطنبول ومنها ذهب لمصر وعمل فى خدمة الشيخ البكرى لوقت طويل قبل انتقاله للعمل على خدمة نابليون, اصطحبه نابليون لفرنسا بعدما عمل على خدمته فى مصر ومع الوقت اصبح بمثابة سكرتيره وحارسه الشخصى وكاتم اسراره كانت تقام دوريات سريعة في شوارع باريس يوميا، فيركب الإمبراطور نابليون عربة الخيل يتقدمها رستم الذي يذهل مشاهدي موكب الإمبراطور بعمامته البيضاء الجميلة، وسترته المخملية وجبته الواسعة الفضفاضة وفرسته الرشيقة ذات الأصل العربي والفريدة بين خيول باريس.
وأصبح رستم في موكب الإمبراطور أينما ذهب، في زيه المملوكي المصنوع من القطيفة والكشمير المطرز بالذهب والذي صممه له الرسام "إيزابي" وتكلف 9000 فرنك.. وسريعا ما اصبح رستم شهيرا في الأوساط الفرنسية الراقية.. حتى أن صورته وهو على ظهر فرسته طبع منها الاف النسخ، وأصبح مزارا للاجانب الذين يفدون على باريس كما قالت جريدة
"مونيتور" الفرنسية التي كانت تصدر في باريس حينذاك ووصفته بالرجل ذي الوجه الخرافي دون جميع مع مر به من احداث فى خدمته لنابليون فى مذكرات شخصية ...
اللوحة الأولى بورتريه رسمه له هورس فرنى والثانية لوحة لجون باتيست مشهد لنابليون عندما كان يوزع اوسمة الشرف فى كنيسة المقعدين وبجواره (رستم ) بعمامته الشرقية



الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

التكرار الذى لا يدعو للملل فى اعمال ديغا



هناك ولع ما يصيب الفنان بأتجاه مشاهد معينة فلا يرسم سواها  وعادة ما يكون

 هذا الانجذاب ما  تجاه شيء  بعينيه  عندما  تتوحد  لدى الفنان النظرة  الذاتية الجمالية بالابداعية الفكرية ,  الفنانون عادة يعطون تكرارتهم  قدراً من القيم التعبيرية المختلفة التى تثيرهم وتحرك وجدانهم , فوجدنا  مثلاً فان جوخ كان مولع بالمشاهد الطبيعية وخاصة الحقول ورسم لها عدد كبير من اللوحات  والفرنسى هنرى  لوتريك كيف  أن فرشاته لم تغادر عالم الليل  فتخصص فى رسم حاناته وراقصاته وزبائنه وحتى فتيات ليله و  لم يختلف كثيراً الفنان الفرنسى ادغار ديغا  عن هؤلاء  فولعه بفن الباليه وراقصاته كان على اشده للحد  أنه عكف فى فترة ما من حياته الفنية على  رسم راقصات الباليه  اللوائى هن اقرب للفراشات  منهن للأناث , كان   ديغا قبل رسمه لهذا الفن كثير الحضور للحفلات الراقصة التى تقام فى دار الاوبرا الفرنسية باستمرار والتي كانت على مقربة من منزله فكان يذهب لهناك سيراً على الاقدام عشق ديغا هذا الفن الراقى  المنتشر فى الحياة الثقافية الفرنسية مثل الكثير من الناس  فى ذلك الوقت كان منجذب يأتجاه العالم الكلاسيكي  وعينه على الواقعية الحديثة, وقد قضى ديغا من عمره قرابة الست سنوات( 1885 – 1891 ) وهو يرسم هذا المشاهد بأتقان شديد حتي ان راقصة الباليه  الاميريكية الشهيرة (روز مور) بعد حضورها احد معارض ديغا  قالت ( انه يأخذها للماضى ولا تستطيع عند رؤية لوحاته ان تقاوم نفسها برفع احد ساقيها لاداء التدريبات الصباحية كأى راقصة  باليه ) , كان ديغا فى لوحاته كراقصة الباليه التى تمارس تدريباتها وحركاتها  فقد احب هذا الفن  بكل تفاصيله  كما لو أنه  يمارسه على الورق  بنفس الخطوات ونفس الحركات الانسيابية  الرشيقة , وإلا ما الذى يجعل الفنان أن يرسم لوحة لاحد الفتيات وهى تنحني برشاقة لتربط شريط حذائها  الساتاني او و هي تعدل تنورتها القصيرة وقد اكتشف مؤرخو الفن عن طريق الاشعة تحت الحمراء  أن اذرع وسيقان وروؤس الفتيات تغيرت ما لا يقل عن ثمانية مرات على قماش اللوحة تفسها وهذا يدل على انه يغير بأستمرار وضعياتهن حسب ما يقمن به من حركات ,  تماماً كما لو أنه هو الذى يقوم بالتدريب على الرقص, وبالرغم من أن يجب على التشكيلى التجديد  دوماً  الا أن  مع  لوحات ديغا المتكررة فى عالم الباليه لم يشعر يوماً المشاهد بالملل فكل لوحة مختلفة عن اخرى  فالتكرار فى الفن نوعان  الاول لحظي يبدأ عند اللحظات الأولى التى تدعو الفنان للتكرار والذى لا يتخذه طابعاً خاصاً لرسوماته  ويوظف لهذا الطابع  ادوات معينة كالوحدات الزخرفية مثلاً وكما هو معروف فالوحدات الزخرفية تستدعى تكرارها لخلق عامل التوازن , اما الصنف الثانى فهو تكرار مستمر , يستمر فيه رسم المفردات على وتيرة واحدة وهنا يصبح التكرار الياً يفتقد الفكرة والاحساس ولا يمت للأبداع بصلة وهو يسمى خطأ بالأسلوب حيث لا اسلوب فى الابداع  ويقدمه هذا النوع الكثير من الفنانين تحت ذريعة الاسلوب الا ان ما يقدمونه احياناً  لا يمت للفن بصلة فهو تكرار رتيباً مستمر وهذا لم يحدث فى فن ديغا لأنه مفرداته كانت مختلفة فى كل لوحة كان يضيف عنصر جديد او شكل جديد  فتشعر بأن الموضوع مختلف ,كان ديغا حريص على الذهاب لاوبرا باريس يومياً لمشاهدة البروفات  ويتابع كل ما تفعله هؤلاء الفتيات بهدوء من وراء الكواليس  هذا العالم وقد نقله لنا تماماً , وكان ديغا  يمتاز بطبيعة مرحة هادئة جعلته يصنع الكثير من علاقات  الصداقة بينه وبين الراقصات وبالرغم من ذلك ظل عازفاً عن اقامة العلاقات العاطفية وكان منعزل فى حياته ومعروف عنه انه لم يتزوج طيلة حياته  وله معتقد مشهور بأن يجب على الفنان ان  لا يكون له حياة اجتماعية واسعة , كل ما كان يشغله وقتها ان يرسم حياة هؤلاء الفتيات خارج وداخل الكواليس  وقال ذات مرة ( أتمنى لو استطيع أن أضع قلبى فى كيس حريرى  وردى وأخيطه وأعلقه معهن  ليصبح مثل احذيتهن )  كان حب الفنان للباليه هو الذى ادى به ليصل الى هذا الكمال الواضح فى عمله , ومن بين جميع اعماله لراقصات الباليه جاءت منحوتته (  الباليرينا الصغيرة ) الذى نحتها عام 1880 لراقصة لا تزيد عن عمر اربعة عشر عاماً من اشهر  اعماله  وهى منحوتة فى الاصل من الشمع  البنى المحمر ولكن ورثة الفنان عام 1920  حولت الفنان للصب من البرونز عند احد المسابك الخاصة بذلك وتحت اشراف فنى خاص وترتدى الباليرينا الصغيرة  زى فتيات الباليه المصمم من قماش التول والشاش  وحذاء البالرينا الساتانى بالاضافة انها تملك شعر مستعار من الشعر الحقيقى  وصدمت تلك القطعة الفنية مشاهديها لمحكاتها مع الواقع حتى ولكأن الفتاة تقف امامك  مجهدة  بعد تدريب شاق من تدريبات الباليه والمجهد كثيراً لمراهقة صغيرة  قد  افتتحت اوبرا باريس  موسمها لعام 2011  بعمل مسرحى يحمل اسم (  راقصة باليه ديغا  الصغيرة )  وتقول مصممة العرض انها راقصة ديغا الصغيرة  اخيراً قد تحررت من الصندوق الزجاجى الموضوعة بداخله لتخرج للمسرح وتقدم عروضها  وقصة العرض المسرحى مستوحاة من القصة الحقيقة لتلك الفتاة ( مارى فان )التى كانت كالعديد من فتيات باريس الفقيرات فى ذلك الوقت اللاوتى تذهبن للأنضمام لفرقة الباليه حيث كان من النادر وقتها انضمام احد فتيات الاسر الارستقراطية لذلك النوع من الفنون وكانت تلك الفتاة الصغيرة واحدة من بين ثلاثة  من الشقيقات الفقيرات تذهبن لمدرسة اوبرا باريس لتغطية نفقاتهن الا ان امهن زجت بهن لممارسة الدعارة  وكان ديغا له دور لرجوع تلك الفتاة لتمارس دروس الرقص حتى اصبحت فيما بعد واحدة من اشهر راقصات باليه اوبرا باريس ,  وتقول مصممة العرض انها عادت مرة اخرى للماضى وبالتحديد عند لوحات ديغا التى كانت مرجع اساسى ومهم فى الديكور والأزياء والملابس ,  واتجه  الفنان لاستخدام الباستيل فى نهاية حياته  لقوله بأن الباستيل يكسب للعمل تأثيرات درامية , وينتمى ديغا للحركة الانطباعية وتزامل مع اشهر روادها فى ذلك الوقت  مثل مونيه ومارى كاسات  سيزان وفان كوخ إلا ان مؤرخ الفن  فرديريك هارت يقول عن اعمال ديغا انها  بعيدة عن الانطباعية بينما هو كان يفسر لوحاته على اساس انها  بسيطة و بعيدة عن الالغام والتعقيدات  التى يضعها فيها النقاد و انها رؤية خاصة به  وبالرغم من كل ذلك  عاش ديغا بعاهة فى احد عيناه عندما جند فى الحرب الفرنسية الروسية 1870 واصابته طلقة من البندقية اثناء التدريب الا انها لم تؤثر على  لوحاته اثناء ممارسته الرسم ولكنها فى النهاية الحقت به العمى الكامل حتى  مات ديغا فى مرسمه عام 1917 عن عمر 83 عاما وهو بعد غير راض عن اعماله  وعلى حسب قوله لم يصل للكمال التام واكتشفت فى منزله بعد موته اكثر من  150 منحوتة من الشمع والطين كلها لراقصات الباليه ولم يكشف عنها الفنان طيلة حياته سواء فى مذكراته او مراسلاته وهذه التماثيل كانت من شمع العسل والطين المجفف والجص والبرونز  ولكن هل كان ديغا نحاتاً ؟ يقول فى ذلك الراحل كيرك فيرنادو كبير امناء الرسم والنحت فى  متحف الفن الحديث لا يمكن ان نناقش هذه الاعمال على سبيل النحت كما يحدث مثلاً فى اعمال ردوان ومن الواضح ان ديغا نفسه لم يكن مهتم بأن يدرج نفسه تحت قائمة النحاتين  ربما كان يملك بعض الافكار الخاصة به فحاول ان يجربها او يطبقها .