الثلاثاء، 24 فبراير 2009

امى


ايها الموجوعون فى ازمنة البرد ايها المحزنون فى فصول الشقاء ايها المقهورون فى كل ما


صيحوا فأمى موجوعة ....صيحوا فأمى موجوعة وانا بلا سلاح يرفع عن صدرها الاهات


امى


اتمنى ان كل دعواتى المبللة لك على عتبات عرش الرحمن ان تؤتى ثمارها


اعترف ان كثيرا من الشك يساورنى احيانا خائفة ومرتعبة من نتائج التشبث


بحلم واعلم جيدا انه سوف يذوى تحت هجير الواقع واعلم تماما ان


حلم شفاءك معجزة فى زمن عقيم واعلم ان المرض اقوى منك


وكفيل بأن يستنزف طاقاتك وجهدك وقدرتك على الحياة


ووحده على عرش قداسته يدرى بضعفك وحاجاتك وهوانك على الناس


فيارب يارب يا رب لعنة المرض تنقضى ويزول كل ما بى من الحزن العظيم


امى المراة الوحيدة القادرة على اعادة قدرتى على الاستمرار فى الحياة والعطاء والابتسام


والان نتبادل الادوار والعب الدور الذى كنتى تلعبيه معى ولكنى للاسف افشل


افشل حتى فى تخفيف الالام


يا الله التى تصدر من شفاه مجعدة وعين صغيرة ووجهك الجميل


وانتى تبعثين الى الله برقياتك العاجلة


امى التى كلما طرأت فى حياتى الاوجاع اسير اليك


بجروحى النيئة وقروحى الجديدة لاستظل بصلواتها ومن دعاءها اغتسل


منذ ولدت واعلم ان الله يحبنى يحبنى لانه لم يكلنى لنفسى ابدا وجمعنى بأم مثلك


توزعى ادعيتك الصادقة كلفافات الصدقة يدسونها بسرعة فى يدك دون


ان تشعر بمن ومتى وكيف


وعند اشتداد حزنى تكثفين جرعة الدعاء تحشونى بتعاويذ عجيبة تبتكرها الساعة


وبكل المعوذات المقدسة تحيطنى وعلى كتفى تربت بخفة ليتسلل برد حنانها الى قلبى


فيغسله من ازمة اليأس التى باغتته على حين غفلة كم جئتها مكسورة فرممتنى وكم زرتها خائفة فأوتنى


اسأل رب السماوات العظيمة ان يشفيك فهو اكرم من ان يرد امراة مسكينة


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها واطاعت زوجها


قيل لها ادخلى من اى ابواب الجنة شئت


اذا


فلتهنأ امى ولتتوسد وسادتها المبللة حزنا وهى راضية عن جسمها الموجوع


ولتسمح لى بأن اقف امام الله مرة واقول يا رب


قد صلت


وصامت


وصانت


واطاعت


فمن كل ابواب الجنة ادخلها من كل ابواب الجنة ادخلها


ولو ان الله سألها ذات يوم عن النعيم


واعلم انها لا ترد عليه الا بالبكاء


هذه المبللة دوما بدموع خشيتها منه


او شوقها لابنها


او وجعها على ان واختى


يالله


كم يألمنى مشاهدتها وهى تتألم


يذبحنى عجزى عن شفاء وجعها الشديد


يا طاهرة الدمع


يا اكثر طرائق الحب عفوية


يا امى


فى اجهاشتك القاتلة


وانت تثيرين بانينيك رغبة عارمة فى صدرى لخنق هذا المرض الذى ينهش فى عظمك


فانى يا طاهرة الدمع احبك اكثر مما تحبين نفسك


افى مشارق الدنيا ومغاربها من النساء من تشبه امى


امى

التى لم تتخرج من احد معاهد التمثيل لكنها الوحيدة التى اتقنت كبت اوجاعها بتحدى مخيف


الا فيا رحمة الله ظلليها


يالله لو تعلمون كم النار التى تشتعل فى ضلوعى وانا اهذى هنا


بصخب باك


ترى

كم تحتمل امى وكم ستحتمل


فيالله


من الوجع ما يكسر الظهر


ويشل الفرح كله حتى يتلاشى تحت هجير الالم


اللهم


افتح بابك


اعلم انك قادر على ان لا تحملها ما لا طاقة لها به


وانك قادر على شفاءها وتخفيف الالامها


وعمر قلبى بيقين قربك الجميل فأنه لا طاقة ولا حول لى الا بسواك


وحدك تعلم ان العضلة المحشورة بين ضلوعى


لا تحتمل ثقل انين امى ووحشية المرض الذى الم بها


فأعنى على ان اصبر كم تحب


وان اعفو كم ترجو


وان اقنع بقوتك اذا خذلت


انى اقف على اعتاب رجاءك


وبى منك برد السكينة وراحة المنصوربأنك معينى ها هنا


فأنى احتاجك وبى من البكاء مرارة تعصرنى


فاللهم اشفى امى


فاللهم اشفى امى


بقوتك ورحمتك يا ارحم الراحمين


يا ربى


ان كان ما طلبته فى الدنيا فى غفلة كثيرا عليها


فأنه عليك هين


فانه عليك هين


فانه عليك هين











الاثنين، 23 فبراير 2009

الجار العجوز

من السهل على الفنان ان يمسك الفرشاة ويقوم برسم منظر طبيعى خلاب او احد الحسناوات وعندها بأمكانه ان يمتطى صهوة خياله
ويبدع بريشته انما عند رسم ملامح طبع الزمن خطوطه عليها الوضع مختلف فهى اشد صعوبة ,هناك بعض الفنانين وجدوا فى تجاعيد وخطوط الوجه جمال مختلف فلم يمتنعوا عن رسمه فى لوحات اكثر من رائعة هذه اللوحة مثلا تحمل اسم الجارة العجوز وهى لسيدة عجوزة منحنية الظهر تمسك بحنان يد احد اطفال الجيران وتشير له

باحد اصابعها الى المنزل خلف السيدة سلالم طويلة للسيدة الطريق رسمه الفنان من الصخور





ههذه اللوحة تحمل اسم عمل منزلى تظهر لنا سيدة عجوز تمسك بيديها خيط طويل وهى تحاول ادخال الابرة فيه وتقوم

بعمل محبب اليها وهو حياكاة الملابس وهى
تدقق النظر لكى تقوم بالمهمة بنجاح تجلس على احد الكراسى الخشبية وتضع رجلها على احدهما ملامح
السيدة يظهر عليها الانهماك والتركيز فى العمل وجهها يملؤه الخطوط وخصوصا ذقنها التى ابدع الفنان فى اظهارها
بهذا الشكل الدقيق تسريحة الشعر مع الملابس وتداخل الالوان 
هذا البورتيريه شخصى للفنان نفسه صاحب اللوحة بلمورت هندريكو وهو فنان المانى بعنوان شتاء قاسى شديد البرودة

يجسد لنا فيه ليلة من احد ليالى الشتاء الباردة
يجلس على كرسى امام منضدة صغيرة عليها مفرش مزين بالنقوش والزخارف يوجد امامه

مدفأة صغيرة لتساعده بالتدفئية ويلبس الكثير من الملابس الثقيلة وغطاء راس من الفرو وبجانبه على المنضدة

بعض الخبز وجهه ذو ملامح حادة نظرة عين يملؤها الشك والريبة شارب ودقن كثيفة تغطى وجهه بينما تطل علينا

امه بوجه عجوز بشوش حفر الزمن خطوطه على وجهها تنظر الى اعلى باتجاه ابنها بنظرة يملؤها التساؤل والحنان

فى نفس الوقت الالوان الاضاءة ضعيفة منبعثة من نيران المدفاة الضعيف واستخدم الاحمر لكسر حدة الازرق والاسود

اللوحة فيها احساس بالدفء بالرغم من الاسم الذى تحمله






الخميس، 12 فبراير 2009

ان العين لتدمع وان القلب ليحزن

كان من المستبعد عرض هذه اللوحة الى المدونة بالرغم من انها مليئة بالنواحى الفنية الجميلة ولكنها مشبعة بجو الحزن

والموت , الا ان يوم الاحد الماضى تلقينا اتصال حوالى الساعة الخامسة مساء يخبرنا المتصل وهو احد امناء الشرطة ان صاحب الموبيل

هو واصدقائه قاموا بحادث على طريق السويس ومات منهم اربعة والاثنين الباقيين حالتهم خطيرة , ابن اختى كان احد

ركاب السيارة وكان قد ذهب وهو وصديق له لاستقبال بقية اصدقائهم عند وصولهم من شرم الشيخ بعد رحلة قصيرة

لاجازة نصف العام الدراسى مجموعة الشباب الصغير الجميل الذى تجمع بينهم الصداقة منذ الطفولة ولم يفارقوا بعضهم

ابدا , كانت اسؤا لحظات حياتنا عند سماعنا الخبر وفى طريقنا الى المستشفى التى نقلوا اليها وهى على طريق السويس

ونحن نتمنى من الله ونترجاه ان تكون العواقب سليمة شاهدنا منظر السيارة التى قطعت الطريق بسبب ان سيارة صدمتها من الخلف وانقلبت فى قدوم الاتوبيس الخاص بمدينة الرحاب وتشاء الصدف ان هذه المدينة هى التى جمعت بين هؤلاء الولاد وشاهدت افراحهم وامالهم الصغيرة بعد اجتيازهم الثانوية العامة والتحاقهم بالكليات المختلفةوللاسف دخلت السيارة تحت عجلات الاتوبيس الضخمة ليقوم بتحطيمها تماما ويحطم معه حياة هؤلاء الشباب الصغير تحولت الى

الى احد علب المياه الغازية التى اختفت معالمها تماماواصابنا الهلع وزادت توسلتنا الى ربنا سبحانه وتعالى , وعند وصولنا الى المستشفى التى كان يخيم عليها الحزن والكأبة تاكدنا من الخبر وفعلا كان قد توفى اربعة وبقى على قيد
الحياة اثنين احدهم والحمد لله كان محمد ابن اختى وان لله وان اليه راجعوان 

الأربعاء، 4 فبراير 2009

In the garden

الجمال وحده كافى لمداعبة خيال الفنان لنسج لوحة جميلة وعندما يجتمع مع الحزن يصبح الوضع مختلف فبأمكان الفنان هنا ان يخلق سميفونية تحلق بك عند رؤيتها الى عالم من الجمال والرومانسية  , داعب خيالهم الجمال الحزين فجسدوه لنا فى عزف جميل ,