الجمعة، 27 مايو 2011

sa toilette


انه ذلك المكان  ذلك الذى تدخله المرأة وتخلع عنها همومها ومعها  تخلع  اشيائها الصغيرة لتهيئ نفسها لتلك الطقوس النسائية الخاصة جميلة تلك الحالة العالية من الاسترخاء ان تخلو بنفسك فى هذا المغطس الممتلئ بالماء الساخن مغلقاً عينيك مبتعداً  عن تلك الافكار والاحداث المربكة التى مرت بك واذا بها  الاصعب عندما نغلق بعد ذلك صنوبر المياه ونتجه لنرتدى ثيابنا ونعود نقيم فى اجساد متعبة منهكة , ولعل كانت للحمامات العربية القديمة مذاق مختلف فكانت عالم ضبابى بكل ما تحمله الكلمة من معنى ليس فقط فى كم الهواء المحمل بالابخرة انما فى تلك المنطقة الملتبسة بين وحقيقة وخيال , كان اجتياز عتبة تلك الحمامات له استعدادت خاصة من النساء فتحمل كل منهم  تلك التفاصيل النسائية التى تجمع فى وعاء كبير من الفضة المقوشة, مشط من العاج, مناشف مطرزة, صابون بروائح عطرية مساحيق لازالة الشعر,عطور حناء , بخور, ما لذ وطاب من صنع ايديهن   انها العقول النسائية التى لن تتغير ابدا, ربما تلك الاوعية فرغت الان من محتوياتها ولكن لايزال عقول النساء ممتليئة بها لقد تأقلمت فقط مع لوزام العصر اصبحت عوضاً عن الوعاء تلك الحقيبة المبطنة بالساتان ,, فى الحمامات القديمة كان تجمع نسائى للثرثرة والضحكات والعتاب والحكايات التى لا تنتهى  كانت الاسر الكبيرة تقوم باستجئار الحمام لها وحدها  فى يوم معين  مثلما كانت تقام فى تلك الحمامات الاحتفال بليلة الحناء وهى الليلة التى تسبق الزواج تذهب اليه العروس مع اصدقائها وقريباتها محملة بأشياءها الجميلة الجديدة وتقوم هناك بتلك الطقوس الخاصة  بما يلائم الاستعداد للفرح ,فى تلك القاعات التى بلطت من الرخام الفاخر وحوائطها زينت بتلك النقوش الاسلامية  والعربية وقد قسمت الى قاعات من قاعة الى اخرى تتفاوت درجة الحرارة والتى كلما اتجهت للابعد تشتد ددرجة الحرارة تتصاعد الابخرة من تلك القاعات من نوافذ بالجدار, قاعات لا  توثثها سوى اجساد نساء العاريات  ويملؤها البخار والماء ويعلو صراخ طفل هنا وتنبعث ضحكات نساء من هناك , وتنقسم طبيعة الاناث فى ذلك المكان الى نوعين منهن   منذ ان تصبح  صبية فهى تستحى من انوثتها وتختبئ داخل بشكير باستمرار , فمن عيون الاخرين تعلمت  كيف تنكر جسدها وتخبئ رغباتها وتتبرئ من انوثتها فليس هو الجنس وحده العيب والممنوع  انها الانوثة ايضاً بينما البعض الاخر تقفن عاريات مثيرات شاهرات انوثتهن فى وجه الجميع,,, فى الحمامات العربية القديمة كان هو المكان الوحيد المباح فيه انتهاك حرمة الجسد وحياؤه تسلط عليه الاضواء والنظرات الفضولية للنساء تتوالى عليه الأيدى  حكاً ودتدليكاً وتشطيفاً بكل تلك الكميات الهائلة من الماء وكأنها تريد ان تطهره من دنسه ولماذا فى هذا المكان لا تخجل الانثى من تعرية جسدها امام الاخريات بينما يولدن ويمتن دون ان يتعرين تماماً امام رجل اهناك علاقة خاصة بالماء الذى ينزلق على اجسادهن بكل تلك الكميات الوافرة وبتلك اللذة الخاصة فى انزلقاه على اجسادهن ... ! انه الحمام موعد للنساء مع اجسادهن وثرثرتهن وليس اكثر بعد كل حمام تعود الى بيتها خفيفة كفراشة محلقة على فراش الزوجية,,  وسط البخار والماء والشهوة والخطط المحبوكة ووصفات الطعام وثرثرة عن من جاء ومن ذهب ونصائح عن الحمل والولادة والرضاعة وتفاصيل جنسية خاصة جدا   مزدحم بزخم رغبات واحلام وامال نسائية كمثل تلك التى فى انتظار رجوع حبيبها او تلك التى تحلم بالزواج او اخرى تأمل فى يهبها الله مولود ذكر ,, هنا  وهناك فى اى تجمع نسائى ت "بأمكان لاى امرأة ان تكون قديسة او عاهرة فى اى لحظة  ,, انه ذلك العالم السحرى للنساء  والرجال والذى انتشر فى اواخر القرن السابع عشر فى البلدان العربية والذى تتدوالته الكثير من الدراسات والروايات بتفاصيله الحميمة منذ كان مجرد ارض فضاء الا ان هجر تماماً وكان من اكثر هذه الكتب وصفاً دقيقا لهذا العالم  من الحمامات النسائية فى القاهرة القديمة مذكرات الاميرة جويدان زوجة الخديوى عباس الاول ورواية المبدعة رضوى عاشور ثلاثية غرناطة والتى كان احد ابطالها يملك حمام اندلسى للرجال فنقلتنا معها داخل هذا العالم الرجالى الذى لا يقل بتفاصيله عن العالم النسائى
Alma_Tadema_A_Favourite_Custom



Jean-Léon Gérôme
كان الفنان الفرنسى المستشرق جان ليون هو الاكثر رسماً لواقعية المجتمعات العربية والتركية وكان اكثر واقعية لانه فى الكثير من اللوحات كان يعتمد على كاميرته الفوتغرافية اولا ثم ينقل تلك الصور الى لوحات فنية فى استديو الخاص به ولم يكتفى بذلك فقط لكنه من خلال لوحاته المتعددة الكثيرة فتح معرض لتلك الاشياء التى كان يقتنيها من تلك البلدان من ملابس اثاث تحف والتساؤل هنا ان هذه الحمامات الخاصة جدا والتى لا يسمح مطلقاً بقدم رجل ان تخطو اليها فكيف رسمها ليون بكل تلك التفاصيل الدقيقة من الواضح ان كاميرته الفوتغرافية كانت تتدوال بين ايدى الجاريات الاجنبيات والتى استعان بهم لالتقاط تلك الصور من داخل هذه الاماكن المحرمة ليصنع منها بعد ذلك خاصة لتلك العوالم الغامضة التى اصبحت ليس لها وجود وتعتبر تلك اللوحات كتراث بأمكاننا الاستعانة به فى الدراسات او ارضاء للفضول عن ماذا كان يحدث تحديداً هناك فى هذه اللوحة مثلا غيرت من اعتقادنا بان كل ما تصحبه النساء للحمامات يقتصر على ادواتها الخاصة او اكل وشراب بينما كانت تصطحب معها اكثر من ذلك ارجيلتها  ,, البلاطات رخامية والسجاد عجمى والنقوش على الحوائط كتب عليها الحكم والامثال
1massage
  لوحة اخرى لنفس الفنان بعنوان تدليك العاملات فى هذه الحمامات كانت من الجاريات الزنوج او العبيد ربما لان هذه المهن من المهانة بان تقوم بها امرأة اخرى او لانها تعتمد على قوة جسدية خاصة تميزن هن بها ومن المهن النسائية التى اندثرت مع الزمن البلانة وهى تلك المرأة التى تقوم بنزع الشعر الجسم والوجه والماشطة وهى التى عليها تصفيف الشعر وتجميل الوجه انما الالقاب التى اطلقت على تلك المهن الاخرى الخاصة كالمعلمة وهى التى تدير الحمام تساعدها الايمة وهى التى تقوم بغسل النساء والناطور هى التى تخدم النساء وتجلب المناشف
geromebath
 المقعد المستخدم فى ذلك الوقت من عيدان الخوص وظهر  فى اكثر من لوحة  وغالبا كان هو المستخدم وقتها فى المقاهى والحمامات الشعبية كتلك المقاعد من البامبو التى فى وقتنا هذا ,, القباقيب صنعت خصيصا من هذا الشكل حتى لا تحمى من الانزلاق 
1Beautysm
 لا احد يعلم بالتحديد عن التوقيت لانشاء تلك الحمامات الشعبية فى مصر البعض يقول انها ترجع لعهد عمرو ابن العاص حيث انشئ او حمام فى الفسطاط واخرون ينسبوها للخليفة العزيز بالله الفاطمى ولكن انتشارها الاكبر كان فى عهد العثمانين و الان موجود منها اثنان او ثلاثة على الاكثر 

geromenue

Jules Scalbert (French, 1851)

1988, Inta Dobraja

Pueyrredón Prilidiano Pueyrredón. (Argentina, 1823-1870)2

Ramón Casas Carbó

John Reinhard Weguelin [British Painter, 1849-1927]2


Enjeong Noh

Badande_kullor_av_Anders_Zorn_1906

Jules Scalbert (French, 1851)

Alfred Stevens

الخميس، 19 مايو 2011

Gustave Caillebotte



الفنان الفرنسى جوستاف كايبوت ولد فى19 اغسطس 1848

 لعائلة من الطبقة العليا لباريس حصل على شهادة القانون 1868 والترخيص لممارسة مهنة المحاماة  وبعد ذلك بوقت كثير شارك فى الحرب الفرنسية  البورسية, بعد الحرب بدا فى زيارة ستديو الفنان حيث هناك بدا فى دراسة الشئ الذى يحبه الاكثر,وقد لاحظ عليه انه ينجز اللوحة فى فترة قصيرة نسبية عن الوقت المتعارف عليه ,التحق بالاكاديمية الفرنسية لللفنون ولكنه لم يستمر بها كثير وطدت علاقاته بالفنانين الذين يعملون خارج اسوار ااكاديمية مثل ديغا ,وحضر اول معرض للفنانين الانطباعين ولكنه لم يشارك فيه ,ولكنه عرض فى المعرض التالى ثمانية لوحات له كان بينها تلك اللوحة التى كانت ولا تزال تحفة اللوحات التشكيلية وفيها يقوم برسم العمال قشط وتركيب خشب للارضية فاى خيال وعقل وقتها قاده ان يغض النظر عن الحياة الباريسية المترفة الانيقة ويعمل على لوحة لمجموعة من العمال يقشطوا الارضية وقد رفضت هذه اللوحة فى بادئ الامر ان تعرض فى المعارض الكبيرة فى ذلك القوت ووسمها البعض انها مبتذلة لانه وقتها كان رسم تلك الطبقة العاملة شئ غير متعارف عليه للمجتمع الباريسى الراقى ,وهذه اللوحة تعرض الان بمعرض اوريسيه وهناك نسخة ثانية باسلوب اكثر واقعية وقد عرضت ايضا وكان اسلوبها يشبه كثيرا اسلوب ديغا فى الرسم ,نمط الفنان ينتمى للمدرسة الواقعية ولكنه كان فى بعض اللوحات يميل الى الانطباعى , وفرشاته قوية فضافضة تشبه فرشاة رينوار وبيسارو ولكنها اقل حيوية , رسم الكثير والكثير من اللوحات مشاهد محلية وعائلية وديكورات داخلية وطقوس الحياة اليومية للبشر وجاءت بسيطة حالمة وغير مزعجة بالمرة تعطى احساس بالهدوء والسكينة واشهر لوحاته باريس فى يوم ممطر تلك التى تعتبر دليل على اعادة حكومة نابليون الثالث من تحويل الشوارع والطرقات القديمة الى اخرى اكثر حداثة فاختار ذلك المجمع بالقرب من محطة قطار سان لازار لموضوعه فى مقدمة اللوحة رجل وامرأة يسيران فى طقس ممطر  ومن وراءهما  تلك المبانى الحديثة التى كان يشرف عليها البارون هوسمان  هو نفسه الذى طلبه الخديوى اسماعيل لتخطيط للقاهرة الجديدة لتصبح قطعة من باريس والبناية فى خلف اللوحة هى نفسها بناية بنك مصر الشهيرة بشارع طلعت حرب وقد صممها هوسمان بنفس الشكل , وتعطى الوانه احساس بالبهجة والحداثة معاً, وكان اجمل تعليق له على لوحته رجل فى الشرفة انه يدعو المشاهد للمشاركة فى الشرفة مع بطل اللوحة وربما من مقولته هذه اخمدت الجدل حول لوحاته فقد وضح معها هذا البعد التأملى لذلك الفنان فكانت معظم لوحاته تحث على استخدام الخيال خاصة لهؤلاء الرجال الذين كانوا يتجهون  لاقدراهم بتلك الخطى الكسلى البطيئة  لتترك ذلك الشعور فى النفس   بالحزن والغموض,   فتراه كان يرى نفسه هذا الرجل الوحيد بتلك الحياة ربما فهو لم يتزوج  ولكنه اقام علاقة استمرت احد عشر عاما مع امراة تدعى برتيه شارلوت , وترك الفن مبكرجدا وهو  فى عمر 34 وافرغ  وقته للاهتمام بالحدائق وسباقات اليخوت ,    وتوفى اثناء عمله بحديقة منزله بمرض الالتهاب الرئوى عن عمر 45  بعدما ترك ارث ممتع كبير لمحبى الفن التشكيلى الذين يوماً بعد اخر لازالت تبهرهم لوحاته                              
Paris Street; Rainy Day,1877
                                        
         
 man -walking -alone
Caillebotteraboteurs
 G._Caillebotte_-_Jeune_homme_à_la_fenêtre


caillebotte_pont_europe


Portrait-Of-Madame-Boissiere-Knitting


 caillebotte-_femme____sa_toilette-_1873
 Caillebotte raboteurs variante
 The-Park-On-The-Caillebotte-Property-At-Yerres
 gustave-caillebotte-the-gardeners
 Etude pour Le Pont de l'Europe (Study for Le Pont de l'Europe) 1876 Gustave Caillebotte


 Portrait-Of-Madame-X
The-Orange-Trees






                                      Gustave Caillebotte oil paintings - Young Man Playing the Piano, 1876, ml0005  

السبت، 14 مايو 2011

the Discovery of Moses



 لم تكن قصة سيدنا موسى عليه السلام اقل اثارة من قصة سيدنا يوسف فالاول وضعته امه فى سلة ورمت به فى البحر والاخير وقع فى غيابات الجب العميق ,, وسيدنا موسى كما اخبرنا القران كانت امه قد القت به بعيدا حافظا على روحه لتى كانت قد تزهق على يد الامبراطور الرومانى الذى قرر زهق اى ارواح للذكور قد تسلب منه الحكم بعد ان القت به امه  فى البحر وهى ما بين الالم والحسرة عثرت عليه امراة الفرعون العقيم وامتئلت برؤيته فرحاً فان يأتيك طفل جميل فى سلة من اعواد الخوص  فى نهر ليس لعمقه من مستقر امر يصعب تصديقه    ,, من تلك القصة المذهلة لكليم الله سيدنا موسى عليه السلام كانت هذه اللوحات الدينية                                             
moses_americo
 فى تلك اللوحة اخت موسى وهى تحمله فى تلك السلة من الخوص  التى ينعس بها كطفل جميل لا يعلم شئيا عن المصير الذى ينتظره بينما تظهر على اخته ملامح الحيرة والتردد تحمله بيد وتمسك بطرف فستانها وباليد الاخر تضع يديها على وجهها وهى تتساءل ماذا عليها ان تفعل طابقت ريشة الفنان حالة اللوحة فجاءت ممتلئية بتلك الشحنات السالبة من القلق الالوان باهتة عدا السماء وجدت بها تلك السحب البيضاء كنتف من الثلج                                                                                                                         
the Discovery_of_Moses_paul peel

كان العثور على موسى لا يقل اثارة عن رميه بالبحرربما كانت تلك اللوحة هى الاكثر واقعية من بين اللوحات التى حملت اسم العثور على موسى  فتلك امراة الفرعون تتوسط الموكب بينما كانت قد قررت التريض على ضفاف النهر فى ذلك الطقس الجميل فكم نرى رسم الفنان الملابس الفرعونية المناسبة لتلك الفترة الزمنية ملامح امراة فرعون وقد " انشرح فؤادها " لرؤية الهدية التى قد القت عليها بها السماء بينما تتراص الجاريات وهن ممتلئيات بالدهشة واثر ذلك واضح تماما على ملامح وجوههم ,اسقط الفنان الضوء على تلك البقعة من المشهد بينما جعل باقى اللوحة معتمة تماما وكأنه لا يريد ان يشتت انتباه المشاهد عن تلك الواقعة المذهلة كذلك كان من الرائع انعكاس الاشخاص على صفحة المياه المتلئلئة