الثلاثاء، 26 أكتوبر 2010

ثوب الزفاف

منذ أن تبلغ الفتاة عتبات الانوثة و هى يداعب مخيلتها يوم زفافها وارتداءها ثوب الزفاف الابيض  فهن على قيد انتظار لهذا اليوم بكل ما يحمله معه من سعادة ومن حياة جديدة متخمة باحلام وامنيات ,اعتقد أن اهتمام الفتاة بأختيار ثوب زفافها والاعداد له يفوق اهتمامها بما سوف ترتديه فى العمر كله نعم ولما لا فهو ثوب يصنع خصيصاً ليرتدى  فى هذه الساعات القليلة من ليلة لن تتكرر فى العمر هذه الليلة التى  نودع بها عمر ونستقبل بها  عمر أخر,, لا ندرى ماذا ينتظرنا فيه ولكننا جميعاً فى شوق للذهاب اليه ..الغريب أن ثوب الزفاف رؤيته وحدها سعادة كل انثى ولكن فى بعض الاحيان ربما يجلب معه ذكريات بائسة كما فى هاتان اللوحتان 



WeddingDress_Kenningtonh
اللوحة بعنوان ثوب الزفاف جميلة هى تجلس لتحيك ثوب زفافها يظهرعليها ملامح الاهتمام والانهماك فى العمل فهى على خوف لتخطئ فى تقدير مقاس القماش ,تجلس على مقعد من الخشب اللامع وامامها منضدة تشغلها ادوات الحياكة ووردات بيضاء تشبه بطلة لوحتنا فى رقة ملامحها وجمالها الهادئ ,خلف الفتاة مباشرة ستار مفتوح ينتظر خلفه الثوب صاحبته أن ترتديه بينما النافذة مفتوحة على متسع من الاخضر , المساحات البيضاء فى اللوحة كستها جمال  ونقاء  ..واعتقد ان ضربة ريشة الفنان جاءت مرة واحدة ليخرج الابيض بهذا الشكل الناصع ,لوحة ممتلئة بالتفاؤل والسعادة مثلما هى لوحات الفنان الانجليزى كنجتون 1887-1943والذى ينفرد باهتمامه بتفاصيل نسائية يخرجها فى ابداعه على وجوه بطلات لوحاته          
 
هذه اللوحة بعنوان  "the young widow-1825-1896 "وهى للفنان الفرنسى ادوراد جونسون كليينيج رسمها فى عام 1877 
فى خلفية السيدة حائط باهت اللون  زينت حائطه بلوحة لطريق طويل لا نهاية له بينما اعلى المنضدة الخشبية درج مبعثرة اشياءه ومقعد وحيد فى الزواية ,ولكأن هذا الفنان يريد أن يشى لنا بحياة هذه السيدة بتفاصيل اللوحة فهى تعانى الوحدة وتحولت حياتها لطريق مظلم لا نهاية له  تعيش على ذكريات تؤنس بها لحظات من الوجع , اللوحة بوجه عام تخلق لمشاهدها هذا الاحساس بالحزن واليأس الالوان كئيبة وباهتة تشبه كثيراً مزاج سيدة اللوحة حتى أبيض الفستان لم يكن بالابيض الناصع 

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

MARY CASSATT 1861-1926


الفن التشكيلى عالم ملئ بالسحر والغموض فكل لوحة فنية لها كود لحل شفرتها لا يعلمه 
الا الفنان وحده مهما اجتهدنا فى محاولة تفسير اختيار الفنان لالوان معينة او الاضاءة 

لماذا  فى اماكن معينة فى النهاية لا نستطيع ان نصل للبعد النفسى للفنان الذى

 يتركنا ويمضى مخلفاً وراءه اسرار والغاز صعب التوصل اليها تماماً اجد متعة فى فهم هذا العالم وتحليله وتفسيره سواء عن الطرق الاكاديمية للشرح والتداخل النفسى لفهم 

اطبيعة هذا الفنان وجوانب شخصيته التى يكون لها اكبر الاثر فى اخراج لوحاته تماماً كهذه الفنانة امريكية الاصل والتى لعبت حياتها دوركبير على لوحاتها الفنية
, مارى كاسات كانت من اشهر فنانات اواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين
قد فافت  شهرتها الكثير من الفنانين الذكور فى وقت كان نادراً ما تنجذب فيه النساء لممارسة هذا النوع من الفنون بل ويذيع صيتها وتقتحم الدائرة الذكورية المغلقة على عبقرى الفن من الذكور فى هذا الوقت , ليس فقط لممارسة بل للمنافسة, وهى ابنة رجل مصرفى واسع الثراء ولدت فى فيلادفيا بامريكا عام 1861وانتقلت هى واسرتها للعيش فى باريس ولانه لم تكن يوما باريس سوى عاصمة للفن والجمال فقد سارت مدهوشة باتجاه الفن خاصة ان هذه الفترة الزمنية تحديداً حصلت بها طفرة فنية كبيرة فى الفنون المعمارية والتشكيلية بقيادة البارون بسمارك الذى اجرى تغير شامل على المعمار الباريسى وهو بنفسه المهندس المعمارى الذى استدعاه الخديوى اسماعيل لبناء القاهرة الخديوية على النسق الباريسى فى العمارة فخرجت تماما كقطعة من باريس وسمت باريس الشرق فى هذه الاثناء اندلعت الحرب البرويسة عام 1870 فتركت مارى باريس الى امريكا مرة اخرى وهناك التحقت باكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة وقامت بعدها بجولة اروبية فى ايطاليا هولندا بلجيكا المانيا واستقرت بعد ذلك بباريس وهناك حازت لوحاتها على اهتمام الكثير من الجمهور اقامت صالون فنى لها باسم صالون مدام كاسات وكان يضم نخبة من الفنانون والكتاب ومثقفى فرنسا لوحات مارى لوكاسات تتبع المدرسة الانطباعية فى الرسم تمتاز بضربات واسعة للفرشاة وقد اقامت صداقات مع الفناينين الانطباعين مثل مونيه, رنوار ,,ادغار ديغا, الذى توطدت العلاقة فيما بينهما حتى ان خرجت كثير من الاشاعات بأنهما عاشقان ولم نعرف حتى الان حقيقة هذه الاقاويل من كذبها ولكن الذى نعرفه ونتأكد منه ان مارى لوكاسات كانت من هؤلاء الذين اذا وقفت امام اعمالهم لا يصيبك الا الذهول ومنذ الوهلة الاولى بأمكانك ان تتأكد ان هذه اللوحة لفنانة فلمسات الانوثة سهل جداً التكهن ,, كانت تعيش مع ابويها الطاعنين فى السن لذلك لم تتيح لها الفرصة ان تحمل الوانها وفرشاتها وتتجه لترسم الناس فى المقاهى والشوارع فكان افراد عائلتها هم نفسهم ابطال لوحاتها اهتمت بالمرأة والطفل فرسمت فى اكثر لوحاته عالم المرأة بجميع تفاصيله فالام الحنون والمرأة القارئة المثقفة , وسيدة البيت , والعاشقة ,جلسات تمتلئ بالثرثرة النسائية ,,لوحاتها لا تخلو من الدفء والحياة ,,رحلت عن عالمنا هذا 1926والغريب فى الامر انها اصابها العمى تماماً وخذلتها الحياة بعدما صنعت منها حياة على ورق بقيت حتى يومنا هذا تعرض فى معارض العالم المختلفة من اشهر لوحاتها اللوحات الاتية

بالرغم من ان مارى كاسات لم تتزوج ولم تنجب اطفال ولكنها اخرجت مشاعر وحنان الامومة فى الكثير من لوحاتها وكأنها مرت بهذه التجربة حقاً 

مرة اخرى نقف لنتعرف على التفاصيل اليومية لحياة المرأة الباريسية فى هذا التوقيت الزمنى الذى مضى منذ ما يقارب المئة والخمسين عام فى هذه اللوحة هذه السيدة التى تمارس شغل الابرة فنراها تطرز مفرش بوردات الكانافاه 







نشأة مارى كاسات فى طبقة محافظة فبالرغم من ممارستها الفن ومشاركتها المعارض فكانت تتبع تقاليد اسرية متشددة تمنعها بأن تحمل ادوات الرسم والخروج للشوارع والمقاهى والحانات لترسم فكانت نادراً ما تشاهد تقف على جسر ماربيه او على ضفاف نهر السين لتقوم بالرسم حتى أنها عند اختيارها لبطلات لوحاتها بتفاصيل حياتهم اليومية استلهمتهم من بنات وامهات العائلة فرسمت المراة الام والعاملة فى حين كان يرسم زملاؤها الذكور وجوه لنساء جميلة من الطبقات الارستقراطية لهذا السبب اكتسبت مارى شهرة واسعة بموضوعات لوحاتها المغايرة لفكر هؤلاء الفنانون ولاقت اقبال كبير عليها من النساء والرجال معاً وربما وجدت مارى ضالتها فى امها التى جلست يوماً امامها على مقعدها تقوم بتصفح جريدة الصباح فألهمتها لرسم لوحة 
 تتابع العرض بشغف بينما يتابعها احد المعجبون من البنوار بالجهة الاخرى فقد وجه نظارته المكبرة ليراقب بها هذه الجميلة ريما شعر انها اكثر اثارة وجمال من العرض ؟,,بريق القرط الماسى فى اذن السيدة ولكأنه يداعب بصرك بينما اتقنت الفنانة رسم قاعة الحفل بمبنى الاوبرا الباريسى الذى شيده المعمارى بسمارك وهو نفسه الرجل الذى شيد ببراعة دار الاوبرا المصرية عندما طلب منه الخديوى اسماعيل اخراجه مطابق تماماً للاوبرا الفرنسية