الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

التكرار الذى لا يدعو للملل فى اعمال ديغا



هناك ولع ما يصيب الفنان بأتجاه مشاهد معينة فلا يرسم سواها  وعادة ما يكون

 هذا الانجذاب ما  تجاه شيء  بعينيه  عندما  تتوحد  لدى الفنان النظرة  الذاتية الجمالية بالابداعية الفكرية ,  الفنانون عادة يعطون تكرارتهم  قدراً من القيم التعبيرية المختلفة التى تثيرهم وتحرك وجدانهم , فوجدنا  مثلاً فان جوخ كان مولع بالمشاهد الطبيعية وخاصة الحقول ورسم لها عدد كبير من اللوحات  والفرنسى هنرى  لوتريك كيف  أن فرشاته لم تغادر عالم الليل  فتخصص فى رسم حاناته وراقصاته وزبائنه وحتى فتيات ليله و  لم يختلف كثيراً الفنان الفرنسى ادغار ديغا  عن هؤلاء  فولعه بفن الباليه وراقصاته كان على اشده للحد  أنه عكف فى فترة ما من حياته الفنية على  رسم راقصات الباليه  اللوائى هن اقرب للفراشات  منهن للأناث , كان   ديغا قبل رسمه لهذا الفن كثير الحضور للحفلات الراقصة التى تقام فى دار الاوبرا الفرنسية باستمرار والتي كانت على مقربة من منزله فكان يذهب لهناك سيراً على الاقدام عشق ديغا هذا الفن الراقى  المنتشر فى الحياة الثقافية الفرنسية مثل الكثير من الناس  فى ذلك الوقت كان منجذب يأتجاه العالم الكلاسيكي  وعينه على الواقعية الحديثة, وقد قضى ديغا من عمره قرابة الست سنوات( 1885 – 1891 ) وهو يرسم هذا المشاهد بأتقان شديد حتي ان راقصة الباليه  الاميريكية الشهيرة (روز مور) بعد حضورها احد معارض ديغا  قالت ( انه يأخذها للماضى ولا تستطيع عند رؤية لوحاته ان تقاوم نفسها برفع احد ساقيها لاداء التدريبات الصباحية كأى راقصة  باليه ) , كان ديغا فى لوحاته كراقصة الباليه التى تمارس تدريباتها وحركاتها  فقد احب هذا الفن  بكل تفاصيله  كما لو أنه  يمارسه على الورق  بنفس الخطوات ونفس الحركات الانسيابية  الرشيقة , وإلا ما الذى يجعل الفنان أن يرسم لوحة لاحد الفتيات وهى تنحني برشاقة لتربط شريط حذائها  الساتاني او و هي تعدل تنورتها القصيرة وقد اكتشف مؤرخو الفن عن طريق الاشعة تحت الحمراء  أن اذرع وسيقان وروؤس الفتيات تغيرت ما لا يقل عن ثمانية مرات على قماش اللوحة تفسها وهذا يدل على انه يغير بأستمرار وضعياتهن حسب ما يقمن به من حركات ,  تماماً كما لو أنه هو الذى يقوم بالتدريب على الرقص, وبالرغم من أن يجب على التشكيلى التجديد  دوماً  الا أن  مع  لوحات ديغا المتكررة فى عالم الباليه لم يشعر يوماً المشاهد بالملل فكل لوحة مختلفة عن اخرى  فالتكرار فى الفن نوعان  الاول لحظي يبدأ عند اللحظات الأولى التى تدعو الفنان للتكرار والذى لا يتخذه طابعاً خاصاً لرسوماته  ويوظف لهذا الطابع  ادوات معينة كالوحدات الزخرفية مثلاً وكما هو معروف فالوحدات الزخرفية تستدعى تكرارها لخلق عامل التوازن , اما الصنف الثانى فهو تكرار مستمر , يستمر فيه رسم المفردات على وتيرة واحدة وهنا يصبح التكرار الياً يفتقد الفكرة والاحساس ولا يمت للأبداع بصلة وهو يسمى خطأ بالأسلوب حيث لا اسلوب فى الابداع  ويقدمه هذا النوع الكثير من الفنانين تحت ذريعة الاسلوب الا ان ما يقدمونه احياناً  لا يمت للفن بصلة فهو تكرار رتيباً مستمر وهذا لم يحدث فى فن ديغا لأنه مفرداته كانت مختلفة فى كل لوحة كان يضيف عنصر جديد او شكل جديد  فتشعر بأن الموضوع مختلف ,كان ديغا حريص على الذهاب لاوبرا باريس يومياً لمشاهدة البروفات  ويتابع كل ما تفعله هؤلاء الفتيات بهدوء من وراء الكواليس  هذا العالم وقد نقله لنا تماماً , وكان ديغا  يمتاز بطبيعة مرحة هادئة جعلته يصنع الكثير من علاقات  الصداقة بينه وبين الراقصات وبالرغم من ذلك ظل عازفاً عن اقامة العلاقات العاطفية وكان منعزل فى حياته ومعروف عنه انه لم يتزوج طيلة حياته  وله معتقد مشهور بأن يجب على الفنان ان  لا يكون له حياة اجتماعية واسعة , كل ما كان يشغله وقتها ان يرسم حياة هؤلاء الفتيات خارج وداخل الكواليس  وقال ذات مرة ( أتمنى لو استطيع أن أضع قلبى فى كيس حريرى  وردى وأخيطه وأعلقه معهن  ليصبح مثل احذيتهن )  كان حب الفنان للباليه هو الذى ادى به ليصل الى هذا الكمال الواضح فى عمله , ومن بين جميع اعماله لراقصات الباليه جاءت منحوتته (  الباليرينا الصغيرة ) الذى نحتها عام 1880 لراقصة لا تزيد عن عمر اربعة عشر عاماً من اشهر  اعماله  وهى منحوتة فى الاصل من الشمع  البنى المحمر ولكن ورثة الفنان عام 1920  حولت الفنان للصب من البرونز عند احد المسابك الخاصة بذلك وتحت اشراف فنى خاص وترتدى الباليرينا الصغيرة  زى فتيات الباليه المصمم من قماش التول والشاش  وحذاء البالرينا الساتانى بالاضافة انها تملك شعر مستعار من الشعر الحقيقى  وصدمت تلك القطعة الفنية مشاهديها لمحكاتها مع الواقع حتى ولكأن الفتاة تقف امامك  مجهدة  بعد تدريب شاق من تدريبات الباليه والمجهد كثيراً لمراهقة صغيرة  قد  افتتحت اوبرا باريس  موسمها لعام 2011  بعمل مسرحى يحمل اسم (  راقصة باليه ديغا  الصغيرة )  وتقول مصممة العرض انها راقصة ديغا الصغيرة  اخيراً قد تحررت من الصندوق الزجاجى الموضوعة بداخله لتخرج للمسرح وتقدم عروضها  وقصة العرض المسرحى مستوحاة من القصة الحقيقة لتلك الفتاة ( مارى فان )التى كانت كالعديد من فتيات باريس الفقيرات فى ذلك الوقت اللاوتى تذهبن للأنضمام لفرقة الباليه حيث كان من النادر وقتها انضمام احد فتيات الاسر الارستقراطية لذلك النوع من الفنون وكانت تلك الفتاة الصغيرة واحدة من بين ثلاثة  من الشقيقات الفقيرات تذهبن لمدرسة اوبرا باريس لتغطية نفقاتهن الا ان امهن زجت بهن لممارسة الدعارة  وكان ديغا له دور لرجوع تلك الفتاة لتمارس دروس الرقص حتى اصبحت فيما بعد واحدة من اشهر راقصات باليه اوبرا باريس ,  وتقول مصممة العرض انها عادت مرة اخرى للماضى وبالتحديد عند لوحات ديغا التى كانت مرجع اساسى ومهم فى الديكور والأزياء والملابس ,  واتجه  الفنان لاستخدام الباستيل فى نهاية حياته  لقوله بأن الباستيل يكسب للعمل تأثيرات درامية , وينتمى ديغا للحركة الانطباعية وتزامل مع اشهر روادها فى ذلك الوقت  مثل مونيه ومارى كاسات  سيزان وفان كوخ إلا ان مؤرخ الفن  فرديريك هارت يقول عن اعمال ديغا انها  بعيدة عن الانطباعية بينما هو كان يفسر لوحاته على اساس انها  بسيطة و بعيدة عن الالغام والتعقيدات  التى يضعها فيها النقاد و انها رؤية خاصة به  وبالرغم من كل ذلك  عاش ديغا بعاهة فى احد عيناه عندما جند فى الحرب الفرنسية الروسية 1870 واصابته طلقة من البندقية اثناء التدريب الا انها لم تؤثر على  لوحاته اثناء ممارسته الرسم ولكنها فى النهاية الحقت به العمى الكامل حتى  مات ديغا فى مرسمه عام 1917 عن عمر 83 عاما وهو بعد غير راض عن اعماله  وعلى حسب قوله لم يصل للكمال التام واكتشفت فى منزله بعد موته اكثر من  150 منحوتة من الشمع والطين كلها لراقصات الباليه ولم يكشف عنها الفنان طيلة حياته سواء فى مذكراته او مراسلاته وهذه التماثيل كانت من شمع العسل والطين المجفف والجص والبرونز  ولكن هل كان ديغا نحاتاً ؟ يقول فى ذلك الراحل كيرك فيرنادو كبير امناء الرسم والنحت فى  متحف الفن الحديث لا يمكن ان نناقش هذه الاعمال على سبيل النحت كما يحدث مثلاً فى اعمال ردوان ومن الواضح ان ديغا نفسه لم يكن مهتم بأن يدرج نفسه تحت قائمة النحاتين  ربما كان يملك بعض الافكار الخاصة به فحاول ان يجربها او يطبقها .




الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

Henri Lebasque


  1. الفنان الفرنسى  هنرى ليوبيسك اتم تعليمه في المدرسة   الثانوية ثم  انتقل إلى باريس في عام 1886. هناك، بدأ دراسة تحت ليون، وفرديناند بمساعدة همبرت مع الجداريات الزخرفية في البانثيون. في هذا الوقت، التقى  كاميل بيسارو وأوغست رينوار، الذي في وقت لاحق سيكون له تأثير كبير على اعماله .

    كانت رؤيته  للفن والالوان من خلال  اتصالاته مع الرسامين الشباب، خصوصا  بيير و بونار،  وتعلم أهمية نظرية اللون الذي شدد على استخدام الألوان المكملة في التظليل. لوحاته مبهجة والوانه اكثر حيوية واشراقاً ولكن فى الوقت نفسه تتسم لوحاته بسطحية مواضيعها ول تضع المشاهد فى جو التأمل





الجمعة، 16 أغسطس 2013

Jehan-Georges Vibert, Figures on Rocks at the Edge of the Sea,


للمبدع بالكهان جورج 1867 زيت على قماش متحف سنايت للفنون , جامعة نوتردام
والدكتور غابرييل يسبيرج وهو احد علماء القرن التاسع عشر فى الفن ومؤلف الكثير من الكتب ستكون تلك اللوحة ضمن اعماله التى سوف يناقشها من ضمن اعمال من جامعة نوتردام والتذاكر قيمتها 10 دولار فقط عند الباب وينصح التسجيل بالاتصال او بالبريد الالكترونى




الجمعة، 7 يونيو 2013

الفنان الانجليزى والتر لانغلي ( 1950-1853)


في لوحاته على الرجل الذهاب للصيد وعلى المرأة انتظاره في بكاء 

هكذا خرجت علينا اكثر مشاهد لوحات والتر لانغلى الانجليزى 

ومؤسس مدرسة
newlyn




حيث قرر الخروج بفرشاته للهواء الطلق ولد في 8 يونيو 1852 وكان 


والده خياطا في بدء رسم الطبقات الاجتماعية المختلفة في 

المجتمع الانجليزى ثم توقف به الامر عند رسم الصيادين وزوجاتهم 

وربما كان للبيئة العاملة التى ترعرع فيها اكبر الاثر على ذلك , في

 لوحات والتر حزن دفين يشعره المشاهد منذ اللحظة الاولى في

المثول امام لوحاته هناك انين ما في احد اركان اللوحة لا يدعك 

سوى أن تبحث عنه وبخاصة في لوحاته للسيدات كبار السن 

اللاوتي ترك الزمن اثر ليس بهين على وجوههن وفي الوقت نفسه 

 جعل من اسماء لوحات قصائد شعرية  كلوحته بعنوان
 'Never morning wore to evening but some heart did break







  


الثلاثاء، 26 مارس 2013

La partie de billard




 رسمت الكثير من اللوحات للعبة البلياردو وكلها حملت اسم طاولة البلياردو . ومن المعروف ان لعبة البلياردو ظهرت فى فرنسا فى القرن الثامن عشر وأنتشرت منها لكل ارجاء العالم , مما يذكر أنه عند زيارة الاديب نرفال لمصر فى النصف الاو ل من القرن التاسع عشر وعند زيارته لقصر محمد على باشا " شبرا بالاس" من اشهر القصور فى العالم فى ذلك الوقت من حيث المعمار والمساحة واناقة الاثاث , نرفال الذى جاء يسبقه خياله لعالم الف ليلة وليلة خاب ظنه عندما وجد طاولة للبلياردو فى قصر الباشا .. غاسابار كوريوليس نشر عام 1835 نظرية جديدة فى عالم الرياضيات من اثار لعبة البلياردو
 وصلت تلك اللعبة لذروتها الشعبية فى فرنسا حتي انه لم يوجد مقهى الا ووضعت بها طاولة  للعبة البلياردو فى النصف الاخير من القرن التاسع عشر بما فى ذلك القرى الصغيرة , تلك اللوحة غير مؤرخة وكما عادة الفنان المهتم بالمقاهى فقد رسم الكثير لمشهد طاولات البلياردو ومشروب الافسنتين الشهير فى ذلك الوقت يوجد منه كوب ممتلئ على احد الطاولات بجانب اللاعبين فربما يخص احدهما ,وهناك امرأة واحدة فى التابلوه امامها مشروبها ربما هى صديقة لاحد اللاعبين , بيعت تلك اللوحة فى مزاد سوثبى فى ي25- يناير 1980 بمبلغ 29 الف دولار


كان موضوع طاولات البلياردو قاسم مشترك بين الكثير من الفنانين امثال جان باتيست شاردان مؤلف كتاب لعبة البلياردو وفان كوخ فى لوحته الشهيرة فى مقهى الليل



واخيرا كانت لوحة ليلة فى مقهي ارل لغوغان فى خريف 1881 التقى غوغان بفان كوخ واخيه ثيو فى تلك البلدو الصغيرة فى الجنوب الفرنسى ويخرج التابلوه كما عادة غوغان فى الرسم البحث عن الذات وبعضاً من التفاؤل بينما ظهر فان كوخ كعادته فى عزلته الخاصة وتصدرت صاحبة المقهى مدام جونيكس صدارة اللوحة يغلبها عليها الوقار فى خلفية الصورة مجموعة من السكارى بينما جعل الالوان قوية من اجل خلق صورة رمزيةوتفضيلها على الواقعية وكعادة المقاهى فى هذا الوقت لم تخلو من طاولة للبلياردو              


الاثنين، 25 مارس 2013

لحوم الضأن المجمدة لفاركو هارسون


هو الذى أختار للأغنام أن تكون البطل الرئيسىي للوحاته , لم يسعى وراء وجوه لجميلات او طبيعة خلابة او شوارع ومدن فقط اغنام ترعى ..  فى تلك المساحة الضيقة من اللوحة والفسيحة من العالم المحيط بها 
الفنان هو الاسكتلندي الريفي فاركو هارسون ,الذى تدرب فى اكاديمية الأمناء فى أدنبرة 1860 , تأثر بلوحات صديقه الفنان بيتر غراهام فنان المشاهد الطبيعية , طغت نشأته الريفية علي معظم مواضيع لوحاته , ثم ذهب للندن حيث نال هناك الكثير من الشعبية والأعجاب .
 الثلوج , الأغنام , لحظات الشفق وأشعة الشمس تكاد  أن تنفذ ضوئها  داخل اللوحات فكان علامة مسجلة للوحاته ...


بالرغم من الثلوج فى لوحاته ألا أنه هناك مس من دفء استطاع الفنان أن يلامس المشاهد به , أربعة من  فصول للشتاء منذ عام 1880 فصاعداً صنعت فاصلاً فى حياته حيث عكف فيها على رسم الثلوج والاغنام وضوء الشمس ثم بعدها ذهب لباريس , تدرب تحت كارلوس دوران,  حيث مبدأه فى الرسم هو مسك الفرشاة على الفور والرسم بها ثم يأتى من بعد ذلك التفكير فى الموضوع واللون ,فالأرتجال فى الرسم يصنع أشياء أجمل من تلك التي نرسمها بخيالنا مسبقاً ...




في عام 1885 ذهب لشمال افريقيا وجاء الى مصر ورسم عدة لوحات على ضفاف نهر النيل فى القاهرة واسواق القاهرة ,, عاد مرة أخرى لموطنه .. ولكن مناخ اسكتلندا القاسي لم يعد يناسب حالته الصحية وهو الذى يرسم كل لوحاته فى الهواء الطلق  فقام ببناء كوخ على عجلات وضع به موقد للتدفئة ومن خلال نافذته الكبيرة التى تكشف المشهد الطبيعي كان يجلس ليرسم وكان لكثرة مشاهد اغنامه وهى تمرح هنا وهناك في الثلوج لقبت لوحاته " لحوم الضأن المجمدة لفاركو هارسون " .. وانتخب فى اواخر حياته فى الاكاديمية الملكية للفنون بلندن والاكاديمية الملكية الكبيرة 1922, اقام اكثر من 200 معرض لاعماله على مدار حياته ...




فى عام 2008 ظهرت لوحته تحت الثلج للمرة الأولى بعد أربعون عاماً ,  عندما عرضت سيدة مسكنها القديم للبيع وكانت قد أشترت عام 1960 تلك اللوحة من تاجر في شارع بوند بمبلغ 1,450 استرليني ليصل سعرها الأن ل70.000 استرلينى فى احد مزدادت ادنبرة ولم يفصح البائع عن اسمه هو فقط انتقل لمنزل جديد وفضل التخلي عن اللوحة حيث لا متسع لها فى منزله الجديد ...



الأربعاء، 27 فبراير 2013

Road in Etten" Van Gogh and other works

فان جوخ ولوحة تشبهه هو الذى وضعنا دوما فى دائرة الاندهاش والاستفهام ماذا يجرى وراء هذا الرجل وماذا يدور فى مخيلته هو الذى رسم اكثر من لوحة لزوج من الاحذية كتب عنها الكثير وحللها الكثير حتى ان مؤرخى الفن وقعوا فى جدال طويل مع  الفلاسفة حول كنية هذا الحذاء و الى الطرق كان يسير وهوية صاحبه اليوم نحن امام عمل فنى يثير الكثير من التأمل والغموض طريق طويل من البازلت فى جوخريفى يخيم عليه الغيوم يسير رجلاً عجوز يتكأ على طوابق عمره بعكازه , يخلف لنا ظهره فلا يظهر منه سوى معطفه الازرق وشعره الذى كساه البياض يمشى وهناً على وهناً  بينما عامل النظافة بمكنسته الخشبية يزيح ما اخلفه ورائه من حزن العمر على جنبات الطريق , نجح الفنان فى أن يجعل هذا الرجل يثير مخيلتنا نفكر بعمق الى اى الطرق يسير  وهل بالعمر بقية , اشجار الصفصاف العالية  عارية من اوراقها ,  متلاحمة وخطوات لبعض المارة زادت من حزن اللوحة التى جاءت الوانها دخانية عدا الازرق فى معطف الرجل باللون الازرق الحاد .. فان كوخ كان الرسم متنفس لحالات الاكتئاب الحادة التى كان يصاب بها من وقت للأخر فمؤكد أنه كان واقع تحت اقساها عندما رسم تلك اللوحة  .. فى خريف عام 1881 أنتقل فان جوخ الى بلدة  Etten,ورسم هناك تلك اللوحة 










الجمعة، 15 فبراير 2013

وكلما مجيء الفالنتين

كما اليوم........................
 وكلما مجيء الفالنتين  تكتسى الحياة باللون الاحمر زهور حمراء , قلوب حمراء  ,دمى حمراء 
   
هل للحب  من عيد  أوليست كل ايام المحبين اعياداً !!!؟

يقول بلزاك كم أن كلمة حب عقيمة لأنها ليس لها مرداف  اخر  ولكن هناك مئات الطرق بأمكاننا بها أن نعبر عن ذلك  المعنى

بلزاك الكاتب الفرنسى الأكثر شهرة فى  التاريخ الفرنسى لجهله باللغة العربية  , لم يعلم  أنها اللغة الاكثر ثراء لكلمة " حب " فهناك اكثر من تسعة وتسعون  اسم مرداف لتلك الكلمة" 

تيه, ولع, غرام, هوى, عشق ....." وبالرغم من ذلك  اثبتت دراسة حديثة  أن الرجل الشرقى هو الاقل استخداماً لتلك الكلمة والاكثر استخداماً لها هو الرجل الامريكى الذى لا 

يتوانى عن قولها ثلاث مرات فى اليوم وكأنه يلفظها مع كل وجبة يتناولها , وأن كان الرجل الامريكى هو الأكثر قولاً لتلك الكلمة فقد كان قادة الحروب ممن اشعلوا الحرائق فى 

العالم يوماً وبدلوا خرائطه هم الأكثر رومانسية , نابليون الذى كان يكتب رسائله الغرامية لجوزفين  زوجته على متن سفنه الحربية وهو فى عرض البحر ,, هتلر الذى  

كان يخطط لدك  المدن فوق رؤوس اهلها وهو يعيش قصة حب كبيرة مع حبيبته ايفا بروان ثم يعقد قرانه عليها  وهما عاقدان عزمهما على الانتحار مسبقاً  فيموتا بعد   

زواجهما بهدة ساعات  وقبل أن يقتحم السوفيت المانيا ,, محمد على الذى خطط لأكبر مذبحة فى تاريخ البشرية ذهب بعدها ليبكى فى حضن زوجته كالطفل الصغير ....وكأن  

كلما أشتدت قسوتهم وطغيانهم  فهما فى الحاجة للاحساس بأنهم ضعاف امام  جبروت اقوى منهم وهو الحب  ....                                                       

"

.




...........................




.......................................................................................................................................

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

كريستا كيفير وعودة للماضى مع لوحاتها


هى لا يمكنك امام لوحاتها  ألا أن تقف مدهوشاً , مذهولاً  لفرط قدرة تلك الفنانة على أن تنقلك لزمن اخر ,, وأنت المدهوش من أمرك  تكاد لا تصدق تاريخ رسم اللوحة الذى يوضع بخط رفيع اسفل كل لوحة ,,  تدقق النظر اكثر ربما خانك نظرك  ولكن فى النهاية سوف تتأكد من أن الفنانة مولعة بتلك الحقبة الزمنية للحد من أنها رفضت أن ترسم سواها ..


 هى المانية المولد فقد ولدت كريستا كيفير في توبنجن في ألمانيا و درست على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة للدراسة فى مركز فن التصميم في لوس انجلوس  بعد أن فازت بالجائزة الأولى في مسابقة جمعية الرسامين وتلقت كريستا زمالة للحصول درجة الماجستير فى الفنون الجميلة وبالرغم من ذلك كله لم ترسم سوى الشوارع الباريسية القديمة والمجتمع الفرنسى فى القرن التاسع عشر ليس هذا فقط ولكن وجدنا فى كثير من لوحاتها روعة العمارة فى ذلك الوقت  .. لوحاتها فيها الكثير من التوزان المثالى ما بين الأثارة والترفيه ,,الحركة والهدوء أناس يسيرون فى كامل أناقتهم بأتجاه الملاهى و المقاهى  الفرنسية الشهيرة كلوحتها الشهيرة " كافيه لوموند "





صورة فوتغرافية للمقهى 

 والتى تعتبر من اشهر مقاهى باريس منذ نشأتها فى اواخر القرن الثامن عشر حتى يومنا هذا بمظلتها المقلمة بالابيض مع الاخضر وتراسها الخارجى ومشروب القهوة الذيذة والكعك المنثور عليه السكر المطحون وتشى عناوين لوحاتها بمدى ولعها بما ترسمه " نوتردام تحت المطر "  " يوم الاحد فى المنتزه " " الذهاب الى بلازا "




 , من يشاهد لوحاتها يجد نفسه حائراً كثيرا بينها وبين لوحات جان بوردوا الفنان الفرنسى الشهير  الذى لم يرسم سوى الطرقات والشوارع والمقاهى الفرنسية الشهيرة تلك الروح بأعماله وجدت فى اعمالها وربما هى متأثرة به بشكل كبير



Elegant Soiree, by Jean-Georges Béraud
 فى تلك اللوحة نشعر بمدى الشبه ما بين لوحات جان ولوحات الفنانة 


, ترسم الفنانة لوحاتها على الكونفس كما تستخدم طلاء الزجاج لخلق تلك الأضاءة الخاصة التى تمتاز بها اعمالها حتى ولكن الضوء ينير المكان حقاً ويضيف شعور بالعمق للوحة ودوماً كانت السماء التى تميل الى حمرة الغسق هى المسيطرة على اضاءة اللوحة وموضوعها ايضا حيث يستعد المجتمع الفرنسى فى ذلك الوقت للخروج للترفيه