المبدعون الذين يخرجوا عن كل ما هو مألوف قليل ما نعثر عليهم واحد منهم هو الانجليزىjohn Atkinson GRIMSHOW
ولد فى انجلترا عام 1863 اشتغل كاتب بالسكك الحديدية ثم تركها وتفرغ للفن استأجر قلعة من القرن السابع عشر فى مدينة مانشستر
وعاش هناك وذلك بعد وفاة ثلاثة من ابنائه لم يلتحق بأى مدرسة للفنون اعتمد على موهبته والكثير من الكتب عن الفن ليكون المعلم والتلميذ فى الوقت نفسه لم ينل فى البدء شهرة واسعة لانه ترك العاصمة ورحل الريف .
فى البدء كان يرسم اللوحات ويحتفظ بها لنفسه فلم يشارك فى معارض الا بعد مرور الكثير من الوقت وعندها فقط ذاع صيته وتحدثت الاوساط الفنية فى لندن عن موهبة يرى البعض انها مختلفة الى حد ما ليس فقط لجمال ريشته ولكن لأفكاره لرسم
الشوراع والطرقات وقد رسمها بكل ما اؤتى من عبقرية , جسدها وهي تحت ضوء القمر ,وهي مبللة بماء المطر و وهي واقعة تحت ظلال ضبابية و وهي مكسوة بأوراق الشجر الخريفية .. الطريق عنده طويل لا نهاية له وهناك امرأة لا جهة لخطاها تحديدا تسير فى سكون وصمت.. اللوحات عند جون لها بعد تأملى خاص وتجنح بنا للتساؤل.. اين يقود هذا الطريق ومن هي تلك الفتاة فى اللوحة وترى الى اين هي ذاهبة؟ لوحاته بها نظرة تشاؤمية الى حد كبير الخلفيات دوماً قاتمة .. الغيوم عامل اساسي في لوحاته و الاسوار العالية , نادرا ما رسم لوحات بها اضاءة مبهرة او استعمل الوان زاهية, ربما كان موت ثلاثة من ابناء الفنان ودخوله فى حالة عزلة لها اثر كبير فى ذلك فحياة الفنان تشبه كثيرا هذا الطريق الطويل المظلم الذى تحده اسوار عالية بينما تتشابك اغصان الاشجار بالاعلى وهذا يفسر انه مجبر على الحياة المحاطة بالقيود وغير قادر على التحليق عالياًوتخلف لوحاته على الروح مشاعر عميقة بالحزن والأسى . ويعد من افضل من رسم المشاهد المقمرة
امام لوحات هذا الرجل الغامضة نقف فى دهشة هى الدهشة نفسها التي اصابت يوماً خبراء اللوحات بعدما حللوا الوانه واكتشفوا انه كان يمزجها بمواد مختلفة كالرمل وذرات القواقع بعد طحنها حتى تمنح للعمل الجودة العالية لذلك جاءت دوماً السماوات الملبدة بالغيوم وكأنها تكاد ان تمطر والممرات الضيقة تشعرك بضيق العالم من حولك .. غادر فى عام 1893وهو فى 57 من العمر بعد اصابته بمرض السرطان مخلفاً وراءه مئات اللوحات ولغز كبير فكيف كانت غيوم لوحاته اكثر تالقاً من الكثير من اللوحات هي في كامل صحوها ..
صدر مؤخرا كتاب بعنوان فنان من ضوء القمر يضم اعماله ويحكى قصة حياته
صدر مؤخرا كتاب بعنوان فنان من ضوء القمر يضم اعماله ويحكى قصة حياته
waiting
كثير من اللوحات الفنية حملت اسم الانتظار ولكن هنا ومع هذا الفنان غريب الاطوار كان الانتظار مختلف
هناك 12 تعليقًا:
جميل يارشا تحليلك
بس تحسى ان كل اللوحات متشابهه
الاشجار ليست بها اوراق
وضوء الظلام
والاسوار العاليه
ماعدا اللوحه الرومانسيه
ورده لقلبك يافنانه
شرفني مرورك بموجة مدونتي اللي ماحلتيش غيرها..
مدونتك ذا طابع مختلف..
فنية حتى النخاع..
اعجبتني اللوحات جداً
فعلا مبدع..
تسمحيلي اكون ضيف دائم بها؟
قد تكون من المرات القلائل التي تتناولين فيها فنانين من أصل إنجليزي
ولست من متأكد من صدق المعلومة بالقدر الكافي ولكن انطباعي هذا من وحي الذاكرة
اللوحات تثير قدر كبيراً من الشجن خاصة في لحظات الذبول
ويبدو كم هو مولع بالمفردات الخريفية
ويبقى الكائن البشري لديه أحد مفردات اللوحة متناغماً مع أجواءها ومكملاً لدراما المشهد
مثلما ذكرتي القصور والأشجار والطرق ذات النهايات المعقوفة كل هذا يثير دوما التسائل ما مصير بطل اللوحة
وهل البطل الحقيقي هو العنصر البشري ... أم الطبيعية وحدها سيدة الموقف؟
لوحات تثير قدراً كبيراً
من الشجن لدى متأملها
تحياتي
هناك اشياء لشدة جمالهالا تستطيع الكلمات ان تصفها
اختيار مميز جداً
الاضاءة باللوحات اعجبتني جداً
اكثر من رائعة
تحياتي
حسيت اوى الصور ديه
بجد يمكن كنت حاسة انى انا اللى ماشية فى الطريق ده وكنت خايفة مرة وفرحانة مرة بجد اسلوبك تحفة
داليا
الاجمل هو مرور عذب بنعومة حضور يشبهك
لقلبك وروحك كل الحب
موجة
اهلا بك
وشكرا لمرورك ووقتك
وليد
لم تخونك ذاكرتك حقا فهذه المرة الاولى ربما التى اتناول فيها اعمال فنان انجليزى وليس لانه اكثر شهرة ولكن لا اعلم فاعماله لامست شئ من القلب مثلما اثارت الشجن عندك المفارقة هنا ان المشهد قد يكون رومانسى وقد يكون فيلم رعب والطريق الطويل لا يشى الا بنهاية واحدة لا عودة فيها
وليد صديقى الواقع تحت غاوية اللوحات
لا يكتمل الجمال هنا الا بمرورك ودمغك هذه الصفحات بوشم كلماتك
لقلبك وروحك الطمأنينية
سميرة
كلماتك لها صدى اللمسة الحانية
وعودة جميلة يا جميلة
شيريهان
فرح يأتى كلما اقبلت
شكرا لمرورك ووقتك
لووحات رائعة
حقا انه فنان
تقبلي مروري اول
السلام عليكم
احمد الصعيدى
سعيدة بك هنا
اهلا بك دوماً
إرسال تعليق