الثلاثاء، 17 أبريل 2012

استغرقه عشقها حتى أنه .فيما رسم من لوحات لم يرسم سواها


عندما يتحول الباحث فى تاريخ الفن  الى مخبر يبحث  عن العلاقة العشقية  التى تربط او ربطت يوماً ما بين موديل وبين الفنان  , اعتقد انه مع الوقت والخبرة  من السهل التعرف على تلك المرأة فى لوحات فنان وبخاصة انه لن يتوانى عن رسمها مرات ومرات  , ربما  هو حدس انثوى يخبرنى عن ذلك الوجه للموديل الذى اختزن الفنان مشاعر ما تجاهه وفشل ان يخفيه ونابت فى البوح عنها ريشته  فتلك المشاعر والاحسايس  فاضت عن الحد فترجمتها الفرشاة لكلمات تعبر عن ذلك , انها تلك الذيذبات التى تشى بمشاعر الفنان اثناء رسمه لحبيبته, فمثلا فى لوحات رينوار الذى لم يرسم يوماً سوى  وجوه لجميلات  من بين جميع من رسمهن من جميلات كانت التى مست قلبه  هى التى خمنت ان تكون هى  حتى من قبل ان اقرأ المزيد عن السيرة الذاتية للفنان التى اكدت تلك العلاقة كذلك عثرت على تلك المراة فى لوحات تيسو, وجوفانى  ,ولوتريك ,وهيمروش, والكثيرون... الذين خاب ظنهم بأن ذلك الوجه سيؤتمن على سرية دهاليز المشاعر  ولكن ولكأن الفرشاة كانت تترجم المشاعر والاحسايس وتلك المعادلات الكيمايئة الخاصة  لكلمات من الحب والغزل هو الذى استغرقه حبها وفيما رسم من لوحات لم يرسم سواها , عندما قررت اختيار بورتريه فنى كغلاف لروايتى الاولى صخب الصمت وقع اختيارى مصادفة على لوحة كنت قد عرضتها فى المدونة بما يسبق تاريخ نشر الرواية بعامين تقريباً , ولكن اثناء بحثى عن لوحة تتطابق صاحبتها مع شخصية بطلة الرواية والمشهد الاول بها وهى تستقل القطار فى نهار شتوى بارد وترتدى معطف اسود وتغطى يديها بقفازات وتمسك احد الكتب لتقرأها فجاءة تراءت لى تلك اللوحة  ربما بعدها وحتى تتطابق اللوحة مع البطلة تماماً  فى اول واهم مشهد لها بالرواية جعلتها تضع على راسها قبعة سوداء  كما هى صاحبة اللوحة , كانت بعنوان " المسافرة لفنان تشيلى غير معروف ولا يملك الكثير من الاعمال الفنية عند البحث عنها  فى الكثير من المواقع لم اعثر سوى على نتيحتين او ثلاث وعرض اربع او خمس لوحات له كانت من بينهم لوحة الغلاف التى اثارت الجدل فى الاوساط الادبية وربما كانت حافز مهم للاقبال على الرواية , اللوحة للفنان كاميلو ماريو  ولا اعرف السبب الذى جعلنى اتوقف مجددا امام لوحة الغلاف واحاول البحث مرة اخرى لاكتشف ما سر تلك المرأة فى اللوحة والى اى الطرق كانت جهتها حتى اكتشفت احد المواقع الذى ضم اعمال الفنان وكانت من مجموعة اعماله ثلاث بورتريهات لذات السيدة صاحبة الغلاف مما اثار فضولى اكثر واخذت علامات التساؤل تتناوب على فظللت ادير مؤشر البحث فى جميع المواقع الالكترونية حتى عثرت على موقع كتب بضعة سطور عنه وعن السيدة صاحبة البورتريه وتماماً كما خمنت ان هناك علاقة ما تجمع بين الفنان وصاحبة اللوحة  لاكتشف انه لم يرسم سوى زوجته  التى استقلت القطار ذات صباح بارد حزين لمغادرة البلاد  هرباً من الحرب الدائرة بها وكانت ملامح المرأة فى البورتريه تقطر حزناً بالاضافة للتساؤل يعنيها , ومن بين اللوحات التى كانت اكثر شهرة وجدلا لوحة الفنان الهولندى فريمير " الفتاة بقرط من اللؤلؤ" فريمير الذى رسم الكثير من اللوحات لنساء كانت تلك هى اجملهم ربما لانه يمر مرور الكرام على تعابيرات الوجه ولكن فى تلك اجزل العطايا كان البورتريه لخادمة تعمل بمنزله ولم تكشف اى من المعلومات الكثيرة عن الفنان واللوحة بأن هناك علاقة ما ربطت بهم ولكن تلك اللوحة التى علقتها يوماً على جدار غرفة النوم احد السيدات كانت تتحرش بها عندما تخلد للنوم مساء وعندما تستيقظ منه صباحاً  للحد الذى جعلها ذات صباح  تقرر ان تكتب رواية تدور احداثها عن علاقة حب جمعت بين الفتاة والفنان وجعلت الكثير من مؤرخى الفن يملؤهم الشك ان كان الفنان وقع حقاً فى غرام تلك الفتاة, هو الذى فى احداث الرواية التى تحولت فيما بعد لفيلم لم يكشف عن نواياه العشقية ويصارح الفتاة بحبه ولكن نظرات الفنان وحرصه على عدم بيع تلك اللوحة والتفريط فيها حتى وهو فى امس الحاجة للمال ان لا يبيعها وبدلا منها ضحى بلوحة كان قد رسمها لزوجته المتسلطة , ترى اى الاسباب ادت لتختلق تلك السيدة قصة حب ربطت بينهما هل لان ملامح الفتاة باللوحة تنطق عشقاً ام ريشة الفنان قد فضحت عما بداخله انها نظرة متبادلة ما بين عاشقين لا تخطئها اعين تمرست فى دروب الحياة  
                                                                                                                                                           
 










 
 

ليست هناك تعليقات: