السبت، 21 أبريل 2012

هنرى مارتن

ابطاله دوماً فى تساؤل وحيرة وكأن امر مهم قد ألم بهم , فى حالة تفكير عميق حتى  يخطون باتجاه أقدارهم فى استسلام ورضى , يغلب على لوحاته الاحساس بالسكون والهدوء, الفنان الفرنسى هنرى مارتن  " 1860-1934"وعالم من لوحات فنية يتبع نهج الانطباعية الجديدة , ومن المعروف ان الفنان كان من اكثر فنانى فرنسا الذين وضعوا امضاءهم على ديكورات وتصميم فندق دى فيل " مبنى  مجلس الدولة و جامعة السوربون  وقد عقد مزاد كبير فى الاول من ابريل عرضت به 42 واربعون من الاعمال الغير منشورة للفنان هنرى مارتن وقد بيعت تلك اللوحات بحوالى 3,4مليون  وبيعت لوحةMarquayrol  بحوالى 750 الف وقد تم العثور على تلك اللوحات فى غرفة مظلمة باحد الشقق التى اغلقت على سرها منذ عقود  واؤرخت تلك اللوحات ما بين 1895-1905, شئ شبيه بتلك الشقة التى اغلقت حوالى النصف قرن وكانت لاحد ممثلات السينما الفرنسية وعند فتحها وجد بها بورتريه للفنانة من امضاء جوفانى بالدينى  والكثير من التحف والانتيك وجدت كما تركتها السيدة وغادرت فى اعقاب القصف الباريسى فى الحرب العالمية الاولى    














الخميس، 19 أبريل 2012

François BATET

اتساءل مدى ولع هذا الفنان بالقبعات حتى انه ومن خلال بحثى فى لوحاته من النادر ما عثرت على امرأة تخلت عن قبعتها ربما  اثنين  او ثلاثة ومعروف ان القبعة كانت من اساسيات الملابس فى بداية القرن الثامن عشر لنهاية القرن التاسع عشر ثم فى اوئل القرن العشرون اصبحت تتخذها السيدات كأحد مكملات الاناقة بعدما اصبحت اقل حجما واكثر رقة وبعدا عن المبالغة فى الحلى والاكسسوارت ولد الفنان بتيت فرانسو فى مدينة برشلونة عام 1921سافر لباريس وتبع مدرسة غوتتيه حيث كان متأثر باعماله , اكتسب شهرة كبيرة فى اسبانيا وليس لغزراة اعماله الفنية وحسب ولكن لالتحاقه فى جريدة     " ذئب البرارى " تمتاز لوحات فرانسو بالحث على الحياة والتفاؤل فى حين انه تغاضى كثيرا عن الاهتمام بتعابير الوجه ولكنه عوضا عن ذلك جعل حركة الجسم والموتيف الخارجى يعبر عن اللوحة الفنية بشكل اكثر عمقاً فرشاته رشيقة وخفيفة والوانه قوية وحساسة ,
















الثلاثاء، 17 أبريل 2012

استغرقه عشقها حتى أنه .فيما رسم من لوحات لم يرسم سواها


عندما يتحول الباحث فى تاريخ الفن  الى مخبر يبحث  عن العلاقة العشقية  التى تربط او ربطت يوماً ما بين موديل وبين الفنان  , اعتقد انه مع الوقت والخبرة  من السهل التعرف على تلك المرأة فى لوحات فنان وبخاصة انه لن يتوانى عن رسمها مرات ومرات  , ربما  هو حدس انثوى يخبرنى عن ذلك الوجه للموديل الذى اختزن الفنان مشاعر ما تجاهه وفشل ان يخفيه ونابت فى البوح عنها ريشته  فتلك المشاعر والاحسايس  فاضت عن الحد فترجمتها الفرشاة لكلمات تعبر عن ذلك , انها تلك الذيذبات التى تشى بمشاعر الفنان اثناء رسمه لحبيبته, فمثلا فى لوحات رينوار الذى لم يرسم يوماً سوى  وجوه لجميلات  من بين جميع من رسمهن من جميلات كانت التى مست قلبه  هى التى خمنت ان تكون هى  حتى من قبل ان اقرأ المزيد عن السيرة الذاتية للفنان التى اكدت تلك العلاقة كذلك عثرت على تلك المراة فى لوحات تيسو, وجوفانى  ,ولوتريك ,وهيمروش, والكثيرون... الذين خاب ظنهم بأن ذلك الوجه سيؤتمن على سرية دهاليز المشاعر  ولكن ولكأن الفرشاة كانت تترجم المشاعر والاحسايس وتلك المعادلات الكيمايئة الخاصة  لكلمات من الحب والغزل هو الذى استغرقه حبها وفيما رسم من لوحات لم يرسم سواها , عندما قررت اختيار بورتريه فنى كغلاف لروايتى الاولى صخب الصمت وقع اختيارى مصادفة على لوحة كنت قد عرضتها فى المدونة بما يسبق تاريخ نشر الرواية بعامين تقريباً , ولكن اثناء بحثى عن لوحة تتطابق صاحبتها مع شخصية بطلة الرواية والمشهد الاول بها وهى تستقل القطار فى نهار شتوى بارد وترتدى معطف اسود وتغطى يديها بقفازات وتمسك احد الكتب لتقرأها فجاءة تراءت لى تلك اللوحة  ربما بعدها وحتى تتطابق اللوحة مع البطلة تماماً  فى اول واهم مشهد لها بالرواية جعلتها تضع على راسها قبعة سوداء  كما هى صاحبة اللوحة , كانت بعنوان " المسافرة لفنان تشيلى غير معروف ولا يملك الكثير من الاعمال الفنية عند البحث عنها  فى الكثير من المواقع لم اعثر سوى على نتيحتين او ثلاث وعرض اربع او خمس لوحات له كانت من بينهم لوحة الغلاف التى اثارت الجدل فى الاوساط الادبية وربما كانت حافز مهم للاقبال على الرواية , اللوحة للفنان كاميلو ماريو  ولا اعرف السبب الذى جعلنى اتوقف مجددا امام لوحة الغلاف واحاول البحث مرة اخرى لاكتشف ما سر تلك المرأة فى اللوحة والى اى الطرق كانت جهتها حتى اكتشفت احد المواقع الذى ضم اعمال الفنان وكانت من مجموعة اعماله ثلاث بورتريهات لذات السيدة صاحبة الغلاف مما اثار فضولى اكثر واخذت علامات التساؤل تتناوب على فظللت ادير مؤشر البحث فى جميع المواقع الالكترونية حتى عثرت على موقع كتب بضعة سطور عنه وعن السيدة صاحبة البورتريه وتماماً كما خمنت ان هناك علاقة ما تجمع بين الفنان وصاحبة اللوحة  لاكتشف انه لم يرسم سوى زوجته  التى استقلت القطار ذات صباح بارد حزين لمغادرة البلاد  هرباً من الحرب الدائرة بها وكانت ملامح المرأة فى البورتريه تقطر حزناً بالاضافة للتساؤل يعنيها , ومن بين اللوحات التى كانت اكثر شهرة وجدلا لوحة الفنان الهولندى فريمير " الفتاة بقرط من اللؤلؤ" فريمير الذى رسم الكثير من اللوحات لنساء كانت تلك هى اجملهم ربما لانه يمر مرور الكرام على تعابيرات الوجه ولكن فى تلك اجزل العطايا كان البورتريه لخادمة تعمل بمنزله ولم تكشف اى من المعلومات الكثيرة عن الفنان واللوحة بأن هناك علاقة ما ربطت بهم ولكن تلك اللوحة التى علقتها يوماً على جدار غرفة النوم احد السيدات كانت تتحرش بها عندما تخلد للنوم مساء وعندما تستيقظ منه صباحاً  للحد الذى جعلها ذات صباح  تقرر ان تكتب رواية تدور احداثها عن علاقة حب جمعت بين الفتاة والفنان وجعلت الكثير من مؤرخى الفن يملؤهم الشك ان كان الفنان وقع حقاً فى غرام تلك الفتاة, هو الذى فى احداث الرواية التى تحولت فيما بعد لفيلم لم يكشف عن نواياه العشقية ويصارح الفتاة بحبه ولكن نظرات الفنان وحرصه على عدم بيع تلك اللوحة والتفريط فيها حتى وهو فى امس الحاجة للمال ان لا يبيعها وبدلا منها ضحى بلوحة كان قد رسمها لزوجته المتسلطة , ترى اى الاسباب ادت لتختلق تلك السيدة قصة حب ربطت بينهما هل لان ملامح الفتاة باللوحة تنطق عشقاً ام ريشة الفنان قد فضحت عما بداخله انها نظرة متبادلة ما بين عاشقين لا تخطئها اعين تمرست فى دروب الحياة  
                                                                                                                                                           
 










 
 

الخميس، 29 مارس 2012

هنري دو تولوز - لوتريك

 كثيرا ما فجأتنا الحالة المزاجية لفنان  بتفضيله  نوع من الفن عن اخر ونوع من الاماكن  عن اخر ونوع من النساء عن اخر ولكن كانت اغربهم حالة الفنان هنرى دى تولوز لوتريك الذى خرج بفرشاته الى الملاهى اليلية بعد ان بهرته زبائنها , والقاء بعض من الضوء على السيرة الذاتية للفنان ربما نعرف سر تشبثه بتلك الاماكن دون غيرها , ولد لوتريك عام 1864وينتمى لاصل ارستقراطى عميق كانت امه من اصل ارستقراطى وابوه يحمل لقب كونت اصاب هو صغير بحادثتين ادت الى اصابة ساقه بشكل منعهما من النمو واقتضى الامر ان يحى حياته عاجز ومشوه ظهرت مواهبه فى سن صغير واحضر له ابوه مدرس ليعلمه فنون الرسم فى البيت وينمى تلك الموهية به وعند بلوغه الثامنة عشر التحق بمدرسة الفنون الجميلة بباريس انتمى للمدرسة الثأثيرية وتتبع اثر سقوط الضوء على العناصر المختلفة للطبيعة تعرف فى ذلك الوقت على عدد من الفنانين  كان من بينهم فان جوخ عاش معهم حياة البوهيمية واصبح يقضى معظم وقته متسكع ما بين حانة واخرى بحى مونمارتر واشهرها مارلتون والمولان روج تعمقت لوحاته واصبحت اكثر من مجرد تاثيرات للضوء على الطبيعة الى تركيز لعمق الروح البشرية وخروجها للحياة وكانت له مقولة شهيرة " الاحمق وحده هو الذى يستطيع الاهتمام بمظهر طبيعى يخلو من الناس " واى ناس الذى كانوا محور اهتمامه هم رواد الملاهى الليلة بمختلف طبقاتهم واشكالهم والوانهم وخاصة الطبقات الارستقراطية منهم حيث تجردهم تلك الاماكن من اقنعة الاحترام  المزيفة رسم لوتريك زبائن المقاهى بشخصياتهم الحقيقة دون روتوش رسمهم باستمتاع شديد وتعاطف كبير واعتنى بادق تفاصيلهم الصغيرة كم رسم راقصة ملهى مولان روج الشهيرة " جون افريل " رسم لها لوحته الاشهر المعلقة بمتحف اللوفر بباريس ومن يتأمل اللوحة يستطيع ان يعلم مدى السرعة التى رسمت بها الفرشاة جتى يستطيع ملاحقة خطوات الراقصة كذلك اهتمامه بتعابير وجه تلك المراة كان يعبر عن مدى اهتمامه باظهار ما بداخلها من مشاعر  , فى لوحته الاشهر والاجمل فى  المولان روج  يلعب فيها  رواد الحانة دون نجومها دور الابطال وعلى عكس لوحات الفنان حرص فى تلك اللوحة دون غيرها على تركيبة المشهد وليس على ان يقدم المشهد فى  مواجهة المشاهد ومن هنا يدرج المشاهد ان الفنان وضعه ليلعب دور المتلصص لا دور المشاهد فقد منح له الفرصة ليسترق النظر عن هؤلاء الناس المجتمعون حول طاولة فى احد الملاهى الليلة ويشغلهم حديث عميق عن ما يدور حولهم من رقص وموسيقى  فيما أسى كبير يلوح على وجه الشخصية الوحيدة في اللوحة، والتي تبدو مهتمة بأن ثمة من يراقب هذا المشهد: المرأة الى يسار مقدمة اللوحة. والفنان، إمعاناً في إضفاء طابع التلقائية الفريد في عمله على هذه اللوحة، صوّرها من وراء طاولة رسمها مواربة وفي شكل يتوازى مع الخط الوهمي الذي يمتد من أعلى قبعة الرجل الواقف في خلفية اللوحة وصولاً الى ياقة السيدة التي تنظر الى الرسام وتلك اللوحة كانت اشهر لوحاتها لكسره فيه الصفة المشتركة فى لوحاته والتى تميزها  وهى  الشفافية والوضوح فللمرة الاولى يضع المشاهد فى حالة ارتباك وتفكير عميق وغالبا كان يريد هنا ان يلعب المشاهد دور الفنان رسمه فى متابعة وملاحظة رواد تلك الاماكن الذين يظهر عليهم فى الكثير من الاحوال الحزن والحسرة ووجودهم داخل ملهى ليلى لا ينفى عنهم تلك المشاعر بل ربما هم اتوا لهنا طلباً فى بعض من الونس رسم لوتريك الكثير من اللوحات فى ما بين سن 25 35 وكأنه كان يعلم انه سيرحل سريعا عن عمر يناهز 37 بعد اصابته بحالة عصبية حادة ومات وهو فى حضن امه ام عن تلك الحياة الليلة التى تأثر بها فغالباً انه كان يرفض ان يخرج فى الضوء نظراً لحالته الصحية والتشوه الذى يصيب جسده فتوارى خلف الانوار الخافتة والخمر الذى يضيع العقل     








           

الثلاثاء، 20 مارس 2012

عن الانتظار الذى قد يليه الانتظار

الترقب الامل الانتظار هل هو دوما قدر المرأة  وهل يولد الرجل بحقيبة مرتبة وببدلة يوضع فى احد جيوبها جواز سفره ليحلق بعيدا دائما, يأتى على وشك السفر ويغادر وهو ما لبث ان جاء, و وحدها المرأة تبقى  فى الانتظار