الاثنين، 10 مارس 2008

الى مى



كانت  قصة الحب  التى  ربطت    بين الاديبان  جبران  خليل  جبران  ومى زيادة  من  اكثر  القصص  الغرامية  غرابة للقرن  الماضى  هذا  الاديب الكبير الذى ووقع فى حب اديبة لا تقل عنه فى الموهبة والشهرة وهى مارى الياس زيادة الشهيرة بمى زيادة وهى فلسطنية الام لبنانية الاب مصرية المنشا التحقت مى بمدرسة داخلية للراهبات بلبنان ثم نزحت الى القاهرة مع اهلها وكملت تعليمها وكانت محبة للقراءة والادب منذ نعومة اظافرها  شجعها  والدها وهو ر جل مثقف   على  لكتابة  وكان قد التحق اول وصوله الى مصرللعمل بجريدة ثم سرعان ما اشتراها وافر غ لمى  عمود ثابت فيها قامت بترجمة الكثير من الكتب الى العربية لتعلمها عدة لغات اجنبية بالاضافة انها قامت بتأليف الكثير من الكتب ذاع صيتها فى الوسط الادبى وكانت صاحبة اكبر صالون ادبى فى القاهرة فى اوائل القرن الماضى بشقتها بشارع مظلوم وسمى صالون مى وكانت تقيمه فى الثلاثاء من كل اسبوع وكان يحضره اكبر الادباء والشعراء فى ذلك الوقت كانت مى امراة مثقفة فى وقت كان يحرم فيه على المراة حتى الخروج من البيت , كانت  جميلة  ذلك  الجمال  الهادئ  على  استيحاء  عذبة الصوت  فوجد  بها   الكثير من  الشعراء والكتاب  هذه  الفتنة  التى  تشى  بها  فوقع الكثير  منهم  فى  حبها وحاول  البعض  التقرب  منها  لنيل  لرضاها  ,ولكن مى احبت انسان اخر يبعد عنها قرابة السبعة الالاف ميل ولم تره فى حياتها  سوى فى  لقاء  عابر  عندما  كان  مدعو  بحفل  فى  جامعة  القاهرة  وكانت  هى  لاتزال  تخطو خطواتها  الاولى  متعثرة  تارة  وناجحة  تارة  اخرى  فى  عالم ذكورى  بحت  فى  ذلك  الحين  , بعد  هذا  اللقاء  بعدة سنوات اصبح  جبران  كاتبها  المفضل    وتلك  الانثى الاكثر ثقافة  شغلت  حيز  كبير   من  تفكيره وقد  قام  بمهمة  التعارف  والوصال  ساعى  البريد فى  تلك  الرسائل  التى كانت  تجوب  بحار ومحيطات  سعيا  اليهما ;بداية كانت الرسائل بينهم عبارة عن مناقشة ونقد لاعمالهم سرعان ما  تحولت لرسائل  عشقية   فى تلك  العلاقة التى  كان  الحبر  عطرها و الكلمات حلت  محل  عشاق  غائين وتحولت  الاظرف لمقاهى  عشقية وكان  لاصق  البريد تلك  القبلة  العابرة  استمرت تلك العلاقة حوالى  العشرون  عاما وقد عثروا   بعض موت مى على اكثر من 78 رسالة من جبران بالاضافة لبرقية تهنئة بمناسبة العام الجديد 1931 وكانت عبارة عن يد تخرج منها شعلة زرقاء مرسومة بخط يديه وكانت اخر رسالة لها منه لانه توفى بعد ذلك باسبوعين وكانت  الرسائل  تفضح  ذلك  العشق  المجنون الذى اصاب  جبران  وجمعت  تلك الرسائل  بكتاب  يحمل  نفس  عنوان  تلك  البرقية الشعلة الزرقاء هذا  ما كان  من  امر  رسائل  جبرا  لمى  ولكن  ؟؟؟     
 اين رسائلها  اليه   فلم يعثروا سوى على رسالتين بينما  اختفت باقى الرسائل جاءت  الاجابة  على  هذا  السؤال  متعددة  الاشكال  للتأرجح   على  ارجوحة  ربما  فربما   امر ان تدفن معه وربما  كان  قد  اخفاها بناء على طلب مى حتى لا تكون مثار للاقاويل وربما  كانت  احد  عشيقاته 

 ومن دافع الغيرة عثرت عليهم وقامت بحرقهم مثلا!
 احتفظت مى برسايل جبران جميعا واعتقد انها قامت باخفاءهم فى علبة قطيفة حمراء وكانت تقرءهم من ان لاخر عندما يغلبها شوقها اليه ,فى احد رسائل مى لجبران كانت تصارحه انها تخشى الحب وتريد الكمال فيه ورد عليها برسالة قائلا لا انا ولا انتى يا مى نرضى بالقليل فالقليل فى الحب لا يكفينا فنحن لا نرضى الا بالكمال ,,ولكن اين هو الكمال ولماذا لم يحاول جبران ان يسافر الى مى ليراها طوال هذه الفترة فكم  من اشياء  كانت  قد  ستتغير  وقتها !
 فى رسالة اخرى كان جبران يداعب مى قائلا 'يا مى انت عيدك يوم وانت عيد الزمان '
وفى اخرى كالنهر الرحيق تدفق ويسير مترنما فى وادى احلامى '
 'وكان دائما ما يختم رسائله اليها بكلمتين غاية فى الروعة  والحنان  
الله يحفظك يا مى ويحرسك'
 وبحرص  الانثى لم تكشف مى لاحد عن علاقتها بجبران الا بعد موته فكتبت بعمودها الذى كانت تكتب فيه بجريدة الاهرام وصارحت القراء بان كانت هناك علاقة حب تجمعه به استمرت ل20 عاما ثم نعته قائلة
'حسنا فعلت بان رحلت فاذا كان لديك كلمة اخرى فخير لك ان تصهرها وتطهرها فى عالم ربما يكون افضل من عالمنا هذا فى امور شتا'
فكان  فى  اخر   ر سائله  اليها جبران يشتكى لها من احساسه بالغربة والملل الذى يعيش فيه والمرض الذى اعياه حتى ان جسمه الهزيل لم يعد على حمله وهذا القلب العليل الذى يسرع فى خفقانه حتى يكاد يتوقف والى اى حد ليس له رغبة فى الاكل او الشرب فهو يعيش على شرب القهوة فقط بل وبل  والاخطر انه  فقد  شهيته للكتابة وهو  لم  يحى  يوما  سوى على  قيد الحبر  لم يخلص  سوى  للكلمات  لم  يتأنق  سوى  للقاء  نص   هكذا اخذ جبران يشكى لمى   الالامه حتى   فى  احد  الصباحات  المعتمة  سمعت نبأ وفاته   وبذلك  النبأ  كان  ختاماً  لحياتها  هى  ايضا  فقد  عاشت   بعد وفاته  10 سنوات كانت من اسؤ سنين عمرها فبعد ان كانت تخالط وتتعامل مع اكثر العقول ثقافة وفكر وصل بها الحال الى انها بعد مؤامرة  من اقربائها بعد موت والدها وطمعا فى الورث القوا بها بمستشفى العصفورية للامراض العقلية بلبنان !!!
 لتقضى  هناك  3 سنوات   من  عمرها  ما  بين  الجنون  والمنفى وكان هذا  وحده  كافى ليوصلها  للجنون   بعد محاولات مضنية من طبيب قريب له خرجت  لمصحة خاصة اسمها مصحة الدكتور بيريز ثم انتقلت منها الى بيت متواضع لتسكن فيه  وحيدة  الا  من  ذكرياتها  
 دونت مى مذاكرتها خلال هذه الفترة   من  عمرهاولكنها اختفت تماما ولم يتم  العثور  عليها  
 خلال فترة وجدها  بالمستشفى كانت  صحبتها الوحيدة  تلك  الصورة لجبران التى  كتبت عليها من  الخلف بخط  يديها  
"هذا  هو  المى "
 ماتت مى بعد ذلك ولم يمشى فى جنازتها سوى شخصين فقط وهى التى كان يضج صالونها بالمئات
رحلت  وتركت الباب  موارب لعلامات كثيرة للاستفهام  ما  بين  اين وهل  ولما  ؟
 هل اصيب بلوثة عقلية فعلا وهل كان سببها حبها لجبران ؟
اين هى مذاكرات مى والتى كانت سوف تكشف عن الكثير من الاسرار ولمصلحة من اخفاءها وهل هذه المذاكرات كانت ستؤكد جنون مى لذلك تم اخفاءها حتى لا تتاثر سمعة هذه الاديبة واكتفوا بالايهام ان دخولها المستشفى كان مجرد مؤامرة ؟
ولماذا لم يستغل اقرابها الطامعون فيها هذه المذاكرات ونشرها والجنى من وراءها ثروة ضخمة فى حالة اذا وجدوا اصلا ؟
واخيراً ستظل  دوماً  تلك القصة  ربما  اكثر  اثارة من  قصص  كثيرة  كانا  قد الفاها  

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

nice blog
is the writing and the pictures too artistic
thanks

غير معرف يقول...

ذوقك راقى جدا

RASHA يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.