عندما اخبرها بمعياد وصوله الذى لم يبقى عليه سوى يومين, لم تتمالك نفسها من الفرح تحولت الى طفلة صغيرة تصيح وتركض ثم تضحك, لطالما انتظرت هذا اليوم وحلمت به على مدار العام كان بعيد عنها يفصله عنها بحار ومحيطات ,ولكنه ساكن داخلها قابع فى ثنايا قلبها اخيرا سوف يتحول حلمها الى حقيقة ,كم هى مشتاقة اليه, الى رؤيته الى سماع صوته ,الى حضنه ,سوف تنزوى داخل اضلعه وتختبئ ,هناك فقط سوف تشعر بالراحة سوف تنتهى وحشة الايام ,وقسوة لياليها الباردة استيقظت هذا اليوم مبكرا عن عادتها دخلت الى حمامها وهناك اخذت تعد نفسها له قطعة قطعة وحين انتهت نظرت لجسمها فى المرأة كانت بشرتها مشرقة على غير عادتها وعيناها ان بريقهما يزداد لمعانا وهاهى شفتاها تحولت الى كرزتان عليهما ان يلتهما , كل شئ فيها كان فرح به و يحتفل معها بقدومه وضعت لمسة من مساحيق التجميل لتزيدها جمالا, وداخل رواق ملابسها انتقت فستان يكشف عن جسدها اكثر مما يغطى, ويبرز فتنة وجمال كل جزء فيه قررت ان تدع شعرها مسترسل على كتفيها ,فهو كذلك يزيدها اغراء ورقة ولم تنس ان تطوق عنقها بعقد من اللؤلؤ كان قد اهداه له فى ذكرى عيد ميلادها قبل سفره بيوم , واخيرا اكثرت من رذاذ العطرالذى يعشقه ليتغلغل مسامها ويدغدغ حواسه , كانت قد ادخرت هذا الجمال وقررت ان لا تهبه الا لفارس احلامها وهو وحده وعن جدارة يستحق هذه الهبة , نظرت الى الساعة تمام السابعة الان ارجله تكاد تطأ ارض الوطن احست بقشعريرة غريبة تسرى بجسمها ,رن الهاتف ليأتيها صوته كالعادة مفعم بالشوق والحنان ولكن كان به نبرة من الحزن, اعتذر بانه سوف يؤجل لقاءه بها معلالا بان زوجته علمت بميعاد وصوله وجاءت لاستقابله, لكنه طمأنها بانه لن تفوت الليلة الا وهى بين احضانه , زفرت زفرة حارة و رضخت راضية بالامر الواقع ,وواست نفسها بان ساعة او ساعتين ليست بالامر الكثير, كان دائما يخبرها ان هذه العطلة لها ,لها وحدها لن يسمح لاحد بان يشاركهما فيها ,خلعت حذائها واستلقت على الاريكة وعيناها معلقتان على الساعة, تكاد تدور مع عقاربها حاولت تنسلخ بتفكيرها عنه, اخذت تبحث فى قنوات التلفزيون لعل شئ يلفت انتباهها ,ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل ,يمر الوقت ببطء كبطء السلحفاة ومر مرارة العلقم, تنبهت ان الساعة السادسة صباحا ولم يكلف نفسه حتى عناء الاتصال بها وتاكدت بعدم مجيئه قررت ان تلقى بنفسها تحت الماء البارد لعله يطفئ النار المشتعلة بداخلها خلعت ملابسها وانسابت المياه على جسدها ,ودعت دموعها تنساب هى الاخرى معها وتمتزج بالماء لعل هذا المزيج يشفى غليلها سمعت صوت ارتطام فتحت عينيها لترى ان حبيبات اللؤلؤ قد فرطت من عنقها وتناثرت ثم ارتطمت بالارض ...
The Secretary
قبل أسبوع واحد
هناك تعليقان (2):
كم هو مؤسف أن تتناثر حبات اللؤلؤ علي الأرض بعد أن كانت تزداد بريقا لمجيء المحبوب!!!.
تدوينة جميلة يا شاشا ، تتميز بالصدق ، والنهاية مناسبة لجو القصة المشحون بالأمل وخيبته ن ورمزية تناثر حبات اللؤلؤ أدت الغرض بشكل واف .
تحياتي لك ، يا صديقتي .
آه ، مبروك علي الموسيقي!
حلوة تعا ديه بس القصة احلى والهى
إرسال تعليق