منذ أن تبلغ الفتاة عتبات الانوثة و هى يداعب مخيلتها يوم زفافها وارتداءها ثوب الزفاف الابيض فهن على قيد انتظار لهذا اليوم بكل ما يحمله معه من سعادة ومن حياة جديدة متخمة باحلام وامنيات ,اعتقد أن اهتمام الفتاة بأختيار ثوب زفافها والاعداد له يفوق اهتمامها بما سوف ترتديه فى العمر كله نعم ولما لا فهو ثوب يصنع خصيصاً ليرتدى فى هذه الساعات القليلة من ليلة لن تتكرر فى العمر هذه الليلة التى نودع بها عمر ونستقبل بها عمر أخر,, لا ندرى ماذا ينتظرنا فيه ولكننا جميعاً فى شوق للذهاب اليه ..الغريب أن ثوب الزفاف رؤيته وحدها سعادة كل انثى ولكن فى بعض الاحيان ربما يجلب معه ذكريات بائسة كما فى هاتان اللوحتان
WeddingDress_Kenningtonh
اللوحة بعنوان ثوب الزفاف جميلة هى تجلس لتحيك ثوب زفافها يظهرعليها ملامح الاهتمام والانهماك فى العمل فهى على خوف لتخطئ فى تقدير مقاس القماش ,تجلس على مقعد من الخشب اللامع وامامها منضدة تشغلها ادوات الحياكة ووردات بيضاء تشبه بطلة لوحتنا فى رقة ملامحها وجمالها الهادئ ,خلف الفتاة مباشرة ستار مفتوح ينتظر خلفه الثوب صاحبته أن ترتديه بينما النافذة مفتوحة على متسع من الاخضر , المساحات البيضاء فى اللوحة كستها جمال ونقاء ..واعتقد ان ضربة ريشة الفنان جاءت مرة واحدة ليخرج الابيض بهذا الشكل الناصع ,لوحة ممتلئة بالتفاؤل والسعادة مثلما هى لوحات الفنان الانجليزى كنجتون 1887-1943والذى ينفرد باهتمامه بتفاصيل نسائية يخرجها فى ابداعه على وجوه بطلات لوحاته
هذه اللوحة بعنوان "the young widow-1825-1896 "وهى للفنان الفرنسى ادوراد جونسون كليينيج رسمها فى عام 1877 فى خلفية السيدة حائط باهت اللون زينت حائطه بلوحة لطريق طويل لا نهاية له بينما اعلى المنضدة الخشبية درج مبعثرة اشياءه ومقعد وحيد فى الزواية ,ولكأن هذا الفنان يريد أن يشى لنا بحياة هذه السيدة بتفاصيل اللوحة فهى تعانى الوحدة وتحولت حياتها لطريق مظلم لا نهاية له تعيش على ذكريات تؤنس بها لحظات من الوجع , اللوحة بوجه عام تخلق لمشاهدها هذا الاحساس بالحزن واليأس الالوان كئيبة وباهتة تشبه كثيراً مزاج سيدة اللوحة حتى أبيض الفستان لم يكن بالابيض الناصع
هناك 3 تعليقات:
لوحات جميله بجد وقراءتك لها تضيف إليها الكثير من المعاني
ففهم اللوحات وتحليلها فن قد لا يقل عن رسمها
ثوب الزفاف
المقدمة مثيرة جداً للخيال وتذكر ذلك الإنطباع الخاص الذي يحفتظ به كل من داعب خياله ثوب زفاف الفرح
اللوحة الأولى بالرغم من الجمال الهادئ فيها يبعث على السكينة والأبتسام فقط مجرد الابتسام
أما الثانية كانت مثيرة للشجن أكثر وربما من الجائز وصف الحزن الكامن فيها بالحزن الأبيض
------------------
في المطبخ
اللوحة الثانية أكثر دفئاً وحيوية والإضاءة الساقطة من أعلى لاسفل تبعث على التفائل رغم الظلام القاتم في النصف السفلي من اللوحة، والسيدة العجوز تبدو الهمة عليها وهي تهم بغسيل أوانيها.
------------------
خالص تمنياتي بالتوفيق لروايتك "صخب الصمت" قرأت الموضوع المنشور عنها في جريدة السياسة الكويتية
كان مميز للغاية :)
خالص تقديري
لإبداعك المتجدد
كما العادة لهذه اللوحات رونق وجمال
أشكرك عليها.
إرسال تعليق