هناك لوحات تهزمك عنوانيها مسبقاً وتغريك لترى ما الذى يدور بداخلها , الكثير من قصص الانبياء والمرسلين جسدها الفنانون فى لوحات تشكلية وصنعوا منها مشهد سردى ولعل من اشهر قصص الانبياء قصة سيدنا يوسف عليه السلام وامراة العزيز تلك التى احبت فتاها حد انها روداته عن نفسه والقران الكريم اخبرنا تفصليا ما دار داخل اروقة القصر فى ذلك اليوم بين تلك المرأة التى نزل فيها قول الحق " ان كيدكن عظيم " وروداته التى هو فى بيتها عن نفسه واغلقت الابواب وقالت له هيأت لك قال معاذ الله "
فى هذه اللوحة بعنوان العفة للفنان الايطالى الباروكىCiro Ferri, La Chasteté de Joseph وفيها نرى امراة العزيز وقد هيأت نفسها حقاً وقد خلعت ثيابها ولفته بشال من الحرير تجلس متربعة باغراء على فراشها بينما سيدنا يوسف كما نراها يحاول الفرار منها فأى قدرة مقاومة حباها الله بها تمد يديها وتجذبه بقوة انثى تشتاق ان تفك بلهفة ازرار حبيبها لتهدى لها انوثتها ومشاعرها التى كانت تدخرها منذ زمن لعجز زوجها الجنسى الذى منعه من تلبية رغباتها , واضح الفرق بين عمريهم كما واضح الى اى مدى وسامة سيدنا يوسف وقوة جسده , برع الفنان فى رسم تعابير الوجه مابين امرأة فى حالة رغبة وشاب فى حالة رفض فكأن الوجوه تنطق وتصرخ ما بين نعم بكل عنفوانها ولا بكل يأسها , انفراج الساق مع مع حركة اليدين وحركة الراس تدل على مدى نفوره منها انها تلك القوة الايمانية التى مده الله بها ليهرع هارباً من رغبة قد تكون افضاءه فيه هلاكاً من رب كريم ,الارضية من مربعات الرخام وكما هو معروف حدثت هذه القصة فى عهد الفراعنة فقد استخدم الفنان التماثيل الفرعونية واثرى اللوحة بما يناسب حجرة نوم فرعون مصر ايحاء بتلك الفترة الزمنية الهامة , اكثر ما يشد الانتباه ملابس سيدنا يوسف والوانها وذلك الحذاء الذى تلتف اربطته حول ساقيه الموتيفات والاضاءة جاءت مناسبة لحجرة نوم كانت على قيد وهم ارتعاشات جسد عاشقين لتعيد الي تلك الاشياء الحياة مرة اخرى , تلك اللوحة كانت قد سرقت وعثر عليها مجددا فى مزاد افرو وقد كان الشخص يعمل بالمتاحف الكبرى ما بين 1960_1970 يقوم بسرقة اللوحات وبيعه لاحد تجار التحف والانتيكات
