فى طرقات الدقائق سمعت خطا احفظها جيدا
وانتظرها كثيرا
واخيرا كانت طلة عاشقى
الذى تأنق كما لم يتأنق مسبقاً
فارتدى لموعدى معه بدلته الاجمل
حذاءه الالمع وجاء عطره يسبقه
تناثرت بعض من خصلات البيضاء على جانبى شعره
فزداده وسامة
طوقنى بذراعيه القويتان بشوق عام مضى وسألنى السؤال المعتاد
ماذا فعلتى فى الاحد عشر شهرا الماضية
تبدلت ملامحى للحزن وكساها الوجوم
فرتب بيديه على يدى قائلا
خير
كان ماذا على بأن اجيبه ,, وكل كلمات العالم لم تكفى بوصف سواد ايامه
انه كان العام الاسؤ ديسمبر
ويؤسفنى انك تنتمى لذلك العام الدموى
منذ ان خطوت مغادرا عتبة ذلك العام
وقد فلح فى ان يقدم لنا بطاقة تعارف دموية عندما انطلقت اولى شرارة تلك الالعاب النارية للاحتفال
على شكل قنبلة بأحد الكنائس ليحصد بها ارواح الابرياء
ولم تكن سوى طبق لفتح الشهية استعداداً لوجيات نارية قاتلة
لتصبح اشلاء الشهداء ودمائهم الطاهرة المخضب بها حصى الطريق
ماركة مسجلة لذلك العام الدموى ليشهد التاريخ انه عام الشهداء فى الاوطان العربية
حتى انه وجد ان فى مغادرته هكذا بدون ان يترك لنا المزيد من الالم اهانة له
فتفنن ليكون الاشد فتكاً , فها هى المقلى المفقوعة والارجل والايدى المبتورة والجثث المتراكمة فى صناديق القمامة
كان يستمع لى وقد كسا الحزن وجهه ونطق بنبرة اشد حزنا قائلا
ولكن لا تبخسين حقه فى انه عام الثورات والحصول على الحريات
ربما هو كذلك ولكن الذكرى الاشد حزناً كانت دوماً هى التى تتربع على عرش الذاكرة
ابتسمت له قائلة _ اتعلم اننى هذا العام كنت انتظر مجئيك بشوق عن اى عام مضى
ليس فقط للعلاقة القوية التى تربطنى بك منذ الطفولة ولكن لثقتى بقدومك الذى يحمل معه كل هذه
تلك البهجة والفرح
فلم يكن ابداً فى ديسمبر على مر السنين حزن والم
ابتسم ابتسامة واسعة كشفت عن اسنان بيضاء قائلا
هى اذن لنحتفل
بدقات الساعة الفاصلة بين عامين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق