الخميس، 21 أبريل 2011

, La Chasteté de Joseph

هناك لوحات تهزمك عنوانيها مسبقاً وتغريك لترى ما الذى يدور بداخلها , الكثير من قصص الانبياء والمرسلين جسدها الفنانون فى لوحات تشكلية وصنعوا منها مشهد سردى ولعل من اشهر قصص الانبياء قصة سيدنا يوسف عليه السلام وامراة العزيز تلك التى احبت فتاها حد انها روداته عن نفسه والقران الكريم اخبرنا تفصليا ما دار داخل اروقة القصر فى ذلك اليوم بين تلك المرأة التى نزل فيها قول الحق " ان كيدكن عظيم "  وروداته التى هو فى بيتها عن نفسه واغلقت الابواب وقالت له هيأت لك قال معاذ الله "    
فى هذه اللوحة  بعنوان العفة للفنان الايطالى الباروكىCiro Ferri, La Chasteté de Joseph  وفيها نرى امراة العزيز وقد هيأت نفسها حقاً وقد خلعت ثيابها ولفته بشال من الحرير تجلس متربعة باغراء على فراشها بينما سيدنا يوسف كما نراها يحاول الفرار منها فأى قدرة مقاومة حباها الله بها تمد يديها وتجذبه بقوة انثى تشتاق ان تفك بلهفة ازرار حبيبها لتهدى لها انوثتها ومشاعرها التى كانت تدخرها منذ زمن لعجز زوجها الجنسى الذى منعه من تلبية رغباتها , واضح الفرق بين عمريهم كما واضح الى اى مدى وسامة سيدنا يوسف وقوة جسده , برع الفنان فى رسم تعابير الوجه مابين امرأة فى حالة رغبة وشاب فى حالة رفض فكأن الوجوه تنطق وتصرخ ما بين نعم  بكل عنفوانها ولا  بكل يأسها , انفراج الساق مع مع حركة اليدين وحركة الراس تدل على مدى نفوره منها انها تلك القوة الايمانية التى مده الله بها ليهرع هارباً من رغبة قد تكون افضاءه فيه هلاكاً من رب كريم ,الارضية من مربعات الرخام وكما هو معروف حدثت هذه القصة فى عهد الفراعنة فقد استخدم الفنان التماثيل الفرعونية واثرى اللوحة  بما يناسب حجرة نوم فرعون مصر  ايحاء بتلك الفترة الزمنية الهامة , اكثر ما يشد الانتباه ملابس سيدنا يوسف والوانها وذلك الحذاء الذى تلتف اربطته حول ساقيه   الموتيفات والاضاءة  جاءت مناسبة لحجرة نوم كانت على قيد وهم ارتعاشات جسد عاشقين لتعيد الي تلك الاشياء الحياة مرة اخرى , تلك  اللوحة  كانت قد سرقت وعثر عليها مجددا فى مزاد افرو وقد كان الشخص يعمل بالمتاحف الكبرى ما بين 1960_1970 يقوم بسرقة اللوحات وبيعه لاحد تجار التحف والانتيكات 
potiphars_wife_murilloعمل من الاعمال الدينية  النادرة للفنان الاسبانى استبيان موريللى بعنوان يوسف وامراة الفرعون  رسم على الطراز الباروكى  فى منتصف القرن السابع عشر 1660   واعتقد ان اى مقارنة بين يوسف وزوجة الفرعون  والعفة سيكون مؤكد فى صالح العفة ذلك لانه هناك اختلاف فى ضربات الفرشاة الاضاءة الموتيفات وكلها فى صالح اللوحة الثانية وقد قبح الفنان فى رسم جسدها الذى يشبه كثيرا جسم الرجال لا اعرف عن قصد ام ماذا؟؟؟ انفراجة الساق وحركة اليدين ونفور الرأس ولكن فى اللوحة الاخرى كان يوسف اكثر قوة وجمالاً  , تعابير الوجه قوية وحية على الارضيه سجاد احمر وكلب صغير ينظر الى صاحبته ويؤنبه على فعلتها فالكلاب رمز الاخلاص لا , الفرشات قوية والالوان جاءت تمازج الاحمر مع الابيض به اعطى للوحة بهجة ما بينما اسقاطات الضوء جاءت على ابطال اللوحة فيما عدا اللوحة معتمة ,, ومقارنة بين اللوحتين نجد اللوحة الاولى اقرب اقرب الى الواقع خاصة فى الملابس والديكور الذى يناسب تلك الفترة الزمنية             

الأحد، 17 أبريل 2011

lady with a mask


Raimundo de Madrazos فنان الاسبانى ولد عام "1841 وغادر فى 1920" 

تتلمذ على يد ابيه الفنان الاسبانى الذى لمع صيته فى اوائل القرن التاسع عشر  فريدريكو والتحق باكاديمية ريال مدريد للفنون , وكما الضوء الذى يجذب الفراشات  كانت دوماً باريس هى  عاصمة الفن  ترك كل شئ وراءه وذهب اليها  وهناك اتخذ من الجميلات الفرنسيات مواضيع لوحاته حتى انه سمى فنان " الحريم الباريسى"  رسم المئات من البرتوريهات وهن  بكامل انقاتهن وجمالهن , يتداخل فى لوحاته فن  الركوكو  فازداها ثراء واناقة وبالرغم من ذلك لم تخلف لوحاته سوى هذا الاحساس بالسطحية والحسية فنراه يهتم فقط بالجمال الخارجى واناقة التفاصيل بينما لا ينفذ للروح البشرية , هناك شبه كبير بين فرشاته وفرشاة تيسو الملقب بفنان الاناقة   فهناك خط قوى بين لوحات كل منهما وربما تزامن لوحاتهم فى فترة واحدة بالرغم من  رايموندو قد سبق تيسو الى عالم الفن التشكيلى  بما يقارب العشرون عاماً على الاقل  فتيسو "1870_1902"  مارس حياة فنية قصيرة ولكنه اثرى بها عالم الفن التشكيلى بالكثير من اللوحات , وعلى هذا الاساس سيكون تيسو هو المقلد للنهج الفنى لرايموندو بالرغم من شهرة تيسو التى فاقت كثيراً شهرة رايموندو  ذلك لأن تيسو لا يكتفى برسم الجميلات وهن فى كامل اناقتهن بل يضيف الى ذلك المشهد السردى  فتصبح اللوحة اكثر دسامة وثقلاً فهناك لوحات لرايموندو اؤرخت قبل مجئ تيسو الى الحياة او ربما كان لايزال يخطو خطواته الاولى بها
Raimundo de Madrazo y Garreta, Lady With A Mask


Raimundo de Madrazo y Garreta, Pierette
لا اعرف تحديداً هل كانت بطلة لوحته ترتدى هذا الفستان حقاً ام انه من وحى خيال الفنان فأن كانت ترتديه فأى مصمم ازياء وقتها يملك كل هذا الذوق الراقى وان كان من خيال الفنان فأى خيال يملكه فكان الادهى له ان يترك مهنة الرسم ويتجه لتصميم الازياء ربما كان ذاع صيته اكثر , 
Raimundo de Madrazo y Garreta, Preparing for the Costume Ball




Raimundo de Madrazo y Garreta, Enmascarados
تاملوا جيداَ انها هى بطلة لوحتنا رقم اتين تلك التى كانت تستند على الحائط فى انتظار حبيبها لاصطحابها للحفل , الان هم يجلسوا مع بعض وليس هذا فقط انه يهمس لها بكلمات الحب وهى نراها منتشية ,سعيدة , مبتسمة 





 ارتبطت بورتيهات رايموندو بالطقوس اليومية للمرأة فكان مولع بتفاصيل حياتها اليومية حتى انه لم ينس ان يقوم برسمها وهى تقوم بالاستحمام بكل ما تقوم به الانثى فى ذلك الطقس الفائق العناية بجسمها وجمالها
madrazo thumbnail
من اجمل لوحات الفنان وربما من لوحاته القليلة التى بها شفرة يتركها لنا لنبحث عن مفتاح اللوحة احب هؤلاء الفنانون الذين يخلقوا فى لوحاتهم تلك الحالة التأملية لتكون مثار للاسئلة الكثيرة ,, كم علامة استفهام كبيرة تركها هنا امامها الفنان وتركنا ومضى ,, من يقف امام اللوحة تتوراد الاسئلة تباعاً لماذا تجلس لوحدها ؟ فى اى شئ شاردة ؟ هل من يشاركها فنجان قهوتها ؟ هل هى فى طريقها للخروج ام هى بالفعل فى استضافة احد ؟ وما هذه الرسالة التى سقطت باهمال ارضاً ؟ هل هى لها ؟ هل كتبها احدهم ووضعها فى طريقها للتعثر بها ؟ هكذا نمتلئ بالاسئلة ... ونحن الذين لم نشارك الفنان فى رسمها بأمكاننا ان نتكهن الاجابة 

الجمعة، 1 أبريل 2011

مقعد فارغ ووجبة عشاء حزينة

هاتان اللوحاتان منذ ان القيت نظرى عليهما وقد لمحت هذا الخيط السحرى الذى يوصل بينهما ,,   مدراس مختلفة وضربات فرشاة مختلفة وربما اللوحة الاولى قد سبقت الاخرى بمائة عام على الاقل ولكن دوماً هناك شيئا ما بينهما وجدته فى النهاية يقودنى لعرضهم هنا  
اللوحة الاولى بعنوان Eveningmeal _tozer
للفنان الهولندى tozer رسمها ما بين 1890 -1891
انه الفنان الاكثر ولعاً بالتفاصيل اللوحة عبارة عن مشهد حميم لزوجة وزوجها يتناولا وجية العشاء لذلك جاء الاسم اللوحة مطابق لذلك المشهد "وجبة العشاء " مائدة مستديرة يزينها مفرش من الابيض وشمعدان ذهبى وضعت به شمعة ابريق للشاى وفنجانين ,خبز , مربة ,توقد نار المدفأة لتبعث الدفء فى تلك الليلة الشتوية الباردة فوق رف المدفأة وضعت الكثير من التحف والانتيك  فبالرغم من بساطة البيت  والواضحة فى الارضية من بلاطات قديمة وتلك الحصيرة التى غطت ارضها الا ان الزوجة حرصت على وضع تلك 
 اللمسات الانيقة ,انهم العجائز يشتقون للمسة حانية تخفف عنهم حمل ثقل السنين وفى نفس الوقت يخشون غيابه         


فى مكان اخر وزمان اخر وضع الفنان ريشته والوانه وجلس ليرسم فماذا رسم ,, انه رسم كرسى فارغ وهذا تحديداً هو عنوان اللوحة Emptychair_Spencelayh, اذا صادف ان علقت  اللوحتين فى معرض الواحدة تلو الاخرى وان كان المشاهد شخص عادى غير متخصص فى اللوحات الفنية فأنه غالباً سيربط بينهما يعتقد انهما  متسلسلين ولنفس الفنان ولكنه اذا دقق النظر فى الامضاء والتاريخ سيتأكد انه على خطأ , ا

الاثنين، 14 مارس 2011

مزاج ضبابى و الفنان روبنسون كيلى

انه الفنان والمصور الانجليزى فريدريك روبنسون كيلى والذى لقب بفنان الرمز فهو يستخدم الكثير من الرموز فى لوحاته والتى يراها الكثيرون غامضة لتصل لحد الالغاز فى اغلب اللوحات بالاضافة الى شحوب لوحاته وحزنها ولد على نهر التايمز فى 1862درس باكاديمة سانت جود ثم ابحر حول السواحل الانجليزية وانعكس ذلك على الكثير من لوحاته ثم ذهب لباريس ليستكمل دراسته فى اكاديمة جوليان للفنون ورجع مرة اخرى لندن ليستقر صمم جدران مستشفى ميدلكسيس وهى اربع لوحات سميت بلوحات الرحمة لاطباء وراهبات يهتموا بضحايا الحرب العالمية الاولى  وربما كيلى يعتبر من الفنانون الذين يجب ان نطلق عليه  فنان المشهد السردى      








تعتبر هذه من اشهر لوحاته c-acts-mercyوهى ضمن المجموعة التى رسمها لمستشفى ميدلكسيس  وفيها اليتيمات يظهرن بزيهن المعتاد من المريول الازرق وغطاء الراس الابيض ملامح الحزن تبدو عليهم .يصطفن  فى طابور طويل لتاخد كل منهن نصيبها من الغذاء ,بينما تساعدهن الراهبات فى توزيع الواجبات عليهن , الدرج كم رأينا ينزل لقبو اشبه بالقبر وهذه الرمز فى تلك اللوحة بينما الفتيات تتمايل كاشباح , النافذة تفتح على طقس ضبابى ومجموعة من الغربان الالوان جاءت باهتة وشاحبة تماما 
كمزاج هؤلاء الفتيات اليتيمات ,اللوحة بوجه عام تعطى احساس  بالحزن والبرودة  يشترك فيها تعابيرات الوجوه الالوان , الاضاءة قد افلح الفنان تماما ان ينقلنا لملجأ الايتام بتلك المستشفى بايام الحرب العالمية الاولى وفى ليالى الشتاء الباردة  بكل ما تحمله من كأبة ومعاناة      
لوحة بعنوان The Old Nurse
كل لوحة لهذا الفنان تنقلنا من مزاج سئ لمزاج اسؤ بتلك الشفرة التى يضعها لنا كمفتاح لنكتشف بها معنى لوحته فتلك اللوحة بعنوان الممرضة العجوز  بملامحها  الحزينة تجلس بجانبها ابنتها تحمل على رجليها قطة نائمة , تواجهك بنظرة واثقة بينما الام ترتدى البياض وتقوم بحياكة قطعة قماش مطأطأة الرأس وشاردة ,ادوات الحياكة مقص ,خيط , وماكينة خياطة ,من خلف زجاج النافذة التى هى موجودة كرمز فى اغلب لوحات الفنان نرى على الجانب الاخر من الطرق او الحياة بالنسبة لهاتان السيدتان بارقة امل تخترق ضبابية الجو  فى ذلك الضوء المتوهج الذى يشع من نافذة احد الشقق فى البناية المقابلة  ,الالوان جاءت باهتة لور ق حائط قديم حتى البياض بالصورة جاء مائل الى الصفرة , العبقرية فى اللوحة من المسافة بين البناية والبناية المقابلة فلو  دققنا النظر فى النافذة نشعر تماماً كأننا يفصلنا عبور طريق لنصل لتلك 
البناية التى رسمها على النهج الباروكى للمعمار 

انها نفس البناية التى تفتح عليها النافذة فى اللوحة الاخرى فهل هذه السيدتان يقطنوا  فى نفس البناية للسيدة التى تحيك الرداء ربما انهما فى الشقة المقابلة لها لان الفنان رسم لنا البناية تظهر من جانب اخر انها هى بتلك النافذة التى تميض بالضوء وسط الظلام 

عربة يجرها الخيول تنقل هذا العجوز وفتاتان من مكان لمكان ترى الى اى الطرق يسيروا واى قدر ينتظرهم هذا ما يشغل بال العجوز يتكأ بذراعه على النافذة ويحتضن طفلة صغيرة واضعاً قبعة  على راسه  على الجانب الاخر تجلس فتاة بملامح حادة وتلك النظرة بعينيه التى تخترقك بها والتى وجدت بعيون ابطال لوحاته فهى كأنها تعاتبك على التلصص عليها والتحديق بها وسريعا تشعر بالخجل فتدير نظرك لخارج النافذة لتكتشف انها تسير وسط ثلوج يناير التى تكسو المكان الهذا وضع الفنان يناير الطويل عنوانا للوحة , الشجر فى الخارج متجرد من اغصانه وارواقه جذور طويلة تناطح السحاب , ترتدى الفتاة غطاء وشال من الصوف ومعطف من كارو الابيض والبنى , وبالرغم من ان الفنان لا يعبأ بالتفاصيل الا انه فى هذه اللوحة اهتم بها فنرى الملابس والديكور جاء بحرفية كبيرة فنرى باب العربة بادراجه وتلك اليد الخشبية به الالوان مائية باهتة كعادته والاضاءة جاءت خارج النسق العام للوحاته فظهرت من الخارج ضوء للشمس ينير المكان 
on pastroal-cayley-robinson-
من اجمل ما رسم من لوحات مجموعة من الاغنام باحجام متفاوتة تشرب من بحيرة صغيرة بينما ضوء القمر الذى يشع فينير تلك المساحة من البحيرة التى تحضنها هضبة عالية ,يقف راعى الغنم مستندا على عصاه بلحية وشعر كأنه نتف من الثلج بينما زوجته تمسك المصباح وتنحنى للامام تراقب تلك الاغنام الصغيرة ,,بينما تلك الفتاة الصغيرة التى هى بطلة كل لوحاته بذات التعبير الذى عجز الفنان عن تغييره هذا التعبير الذى هو مزيج من الغضب والتحدى والكبرياء ... انها ترتدى فستان من كارو الابيض والرمادى فوقه مريول رمادى تخبئ فيه نعجتها الصغيرة بينما تسند يدها على جذع الشجرة ,جذوع الاشجار , الحجارة على الارض ,تناغم الاغنام معا ,المنحنيات , ضوء القمر وذلك المصباح ,انهم ابطال اللوحة لذلك الفنان الذى لا يهتم بتعبير الوجوه بالقدر الذى يهتم  بمعنى اللوحة 

الجمعة، 25 فبراير 2011

وطرقات مبللة.. Lorraine Christie


انها لورين كريستى  التى عشقت الحياة تحت المطر, فرسمت لوحات مبللة الطرقات بأبطال يحملون مظلاتهم معهم ,تتبع لورين  المدرسة الكلاسيكية الرومانسية للفن من مواليد ايرالندا لعام 1967  .                                                                        
من يشاهد اعمالها  يلاحظ انها كثيرة الشبه بعضها ببعض ,,فليس هناك سوى صخب الشارع وضجيج للمارة الذين يخطون بأتجاه اقدرهم  , فى لوحاتها الكل يخطو برشاقة نكاد أن سمع وقع خطاهم على ارصفة الطريق بوقعها الرتيب وهم  تحت مظلاتهم لذلك كان من الصعب تحليل رؤيتها الفنية فى اللوحات وقراءة تفاصيلها يمكنك فقط معها الحكم على العمل ككل وتعتبر لورين من اكثر الفنانات براعة فى اسقاطات الضوء وتوزيعه بالرغم من الضبابية سمة عامة على اكثر لوحاتها الى أنها برعت فى الخروج بنا من هذا الجو الضبابي الى عالم اكثر بهجة من خلال تدريجات اللون البرتقالى والاصفر لتمنحنا شعور بصخب وحياة                                                       


 لوحة بعنوان Shelter of the Soul) 

\ لوحة بعنوان :Paris Remembered,
ومن الذى بأمكانه ان ينسى ذكرياته الباريسية  , فى تلك المدينة التى كل انش فيها يجبرك على الاستمتاع بحياتك 
Our day will come)  ليس هناك اجمل من عاشقين تحت حراسة المطر هنا عندما اخفاهما رذاذه فلا عيون تراهما ولا فضول مارة يتلصص عليهما 
كل منهما كان يسير بالاتجاه المعاكس للاخر كم من وجوه نلمحها تعبرنا سريعاً  وتتخطانا وبعدها نلوم انفسنا كان القليل من الكلمات كافي ليصبح لهذا الوجه اسم وعنوان .
   اللوحة بعنوان Too_Beautiful_for_Words
 A Bientot_A_bientot_compressed )فى هذه اللوحة تخلق لنا الفنانة بعداَ فلسفياً اخر ,تفكير ,تأمل , رجلان بأعمار مختلفة , ثقافات مختلفة , هموم واحزان مختلفة , كلاً منهما يذهب فى  طريقه في الاتجاه المعاكس للاخر ,ترى الى اى الطرق يذهبان فى هذا اليوم الغائم الممطر  وماذا ينتطرهما على الجانب الاخر من الحياة ,   انفراج ساقيهما جاء  تقريبا نفس المسافة , يحمل كل منهما مظلة لتحميه من غدر الزمان الذى ينهمر على العمر دون ان ندرى , يرتديان السواد عن حزن اما عن أناقة !؟  الفرق الوحيد فيما بينهما كان  فى لون المظلة                                                                          





 Sweet Surrender) الاستسلام الجميل فترى أى استسلام تقصده الفنانة ؟هل استسلام هذه المرأة لقدرها ؟ تتذكر صدفة لقاءاتهما معاً فلم تتدبر يوماً  موعداً معه تركت للقدر هذه المهمة ,,ولانها دوماً كانت على عجل فكانت ترتدى اول ما تطوله يدها من خزنة ثيابها وفى كل مرة كان هذا الفستان من الاسود بفتحة ظهر تكشف نصاعة بياض ظهرها تتذكر عندما همس فى اذنها ( اسود ويتوق للاطراء )منذ فراقهما وهى ترتدى هذا السواد ترى احداداً على دفن حبهما تحت الثرى  ام استدراجاً للقدر لرؤيته مجدداً؟ تنزل بخفة  ورشاقة فراشة على وهم الدرج لتندمج خطواتها بخطى عابرى السبيل,,وكعادة كرستى فهى تترك لك حرية التخيل رسمتها تولى لنا ظهرها وتبرح طريقها بالرغم من كل شئ هناك هاجس بحزن عميق يسكن هذه المرأة تؤاطا معه الاسود الذى ترتديه ووشت بها خطواتها المتمهلة والجو المضبب البارد. برعت لورين فى وضع ضربات قوية من الابيض لتزيل حلكة الاسود وتقلل من حدته . 

الاثنين، 27 ديسمبر 2010

Event the most romantic and artistic imagination in 2010


غريبة هى الحياه بل ربما هى اكثر غرابة من القصص التى نبتكرها ولعل شاهد على مقولتى هذه الحدث الاكثر رومانسية و خيال الذى جاء تحديداً فى شهر يونيو لهذا العام الذى يلفظ ايامه الاخيرة ,,يخطئ من يغلق باب بيته ويمضى ان قدميه هى التى تقود خطاه انه القدر فقط هو الذى يقود خطانا باتجاه مصائرنا وربما كانت حفيدة النجمة السينمائية الجميلة  مارت دو فلوريان احد هؤلاء المخطئين عندما جمعت حقائبها وغادرت باريس المدينة التى تسكنها لتسافر الى الجنوب الفرنسى هرباً من اجتياح الحرب العالمية الثانية على هذه المدينة الجميلة وسقوطها دون رحمة فى يد هتلر,غادرت هى فى يوم بارد وحزين من شتاء عام 1941 بنية الرجوع مرة أخرى لذلك تركت كل شئ كما هو وراءها وذهبت بينما كان فى نية القدر مخطط أخر لها لم يكتشفه أحد الا بعد موتها عن عمر91 عاماً وبعد حصر تركتها اكتشفوا وجود شقة باريسية تقع ما بين بيغال والاوبرا بالقرب من كنيسة ترينتى,وقد كانت هذه الشقة لجدتها الفنانة مارث دو فلوريان ولدت فى 1860 وانتقلت للسكن بهذه الشقة منذ فى عام 1890, ويمكنك وقتها أن تتخيل سحر لحظة ادارة المفتاح فى الباب أغلق على اسراره لأكثر من سبعون عاماً تقريباً ,كانت الشقة انيقة ذلك الاناقة الباريسية لعام 1880 عندما سكنتها لاول مرة مارث واثثتها بما يليق بفنانة باريسية جميلة ومشهورة والتى يطلق عليها لقب       demimondaine                
بمعنى السيدة  الجميلة التى تعيش حياة الملذات ولما لا فهى فاتنة فنانة ارستقراطية تسكن جانب الاوبرا حيث السهر والصخب والشمابنيا  ,فتح الباب عن رائحة للغياب الطويل محملة بالغبار وخيوط عنكبوت مسكونة فى كل مكان بينما كل شئ كان كما هو الستائر, السجاد, الثريا, الشمعدانات المذهبة, الفازات, كتب , وكم رصت على ذوق صاحبة البيت الانيقة حتى أن فراشها بشراشفه المنقوشة بالورود وعلى التسريحة قلم شفاه كان يداعب شفاه من استعملته يوماً  وجدا كما هما ,وتذكر لجنة الحصر انها كلما تجولت بمكان تشعر بذبذبات وطيف لمن سكنته يوماً ,كان البورتريه الذى احتل جدار الصالون يشى الى اى حد كانت هذه المرأة جميلة ومغرية حتى أن عيون الجميع علقت عليه وهى تراقبهم فى تلصصهم عليها وعلى مقتنايتها وتسخر منهم قائلة اسطو على اشيائى سيأتى الموت بعد ذلك ليجردكم منها  وربما كان ايضاً الاكثر غموضاً وتساؤل عن هذه اللوحة التى رسمها لها الفنان الشهير جيوفانى 1898 الذى ترك ايطاليا لفرنسا وهناك اشتهر برسم برتريهات لسيدات الطبقة الارستقراطية الفرنسية ولم يأتى  ذكر هذه اللوحة فى أى مكان حتى خبراء الفن ومحبى الفنان لم يسمعوا بها قبلاً ولن تدون فى سجل اعماله الفنية وهو الذى كان يفخر برسم شخصيات مشهورة لنساء جميلات فلماذا وجدت هذه اللوحة طى الكتمان وقد بيعت هذه اللوحة بعدها بعدة ايام  فى مزاد بمبلغ اثنان مليون دولار  كشف فتح هذا الباب عن اسرار عاطفية للسياسين الفرنسين فى تلك الفترة الذى وقعوا بغرام هذه الانثى الاكثر جمالاً ودلالاً على وجه الارض  حتى أنها احتفظت برسائل كل عاشق وعقدتها بشريط من الستان واحتفظت بها بأحد الادراج وكانت من اكثر هذه الشخصيات شهرة جورج كليمصو رئيس وزراء فرنسا 1906 حتى 1909,الاكثر دهشة فى الموضوع أن هذه الشقة التى أغلقت طيلة سبعون عاماً لماذا لم يتساءل احد عن سر الغياب الطويل لسكانها ولماذا لم تكن مطمع لجنود الجيش الالمانى عندما دخلوا باريس وهم الذين لم يتركوا منزل مغلق او فندق الا وقد اقتحموه  بنية السكن او بنية السرقة فأى قدر كان لهذه الشقة حتى وكأنها كبسولة زمنية للعوده لعام 1890,حاولت أن أبحث لأتلصص اكثر فى تاريخ تلك الفاتنة بنية الفضول لا أكثر ولكن لم يرد اسمها فى أى مكان سوى بعض المقالات الفنية عن العثور على لوحة لجيوفانى فى شقة مهجورة من قرابة السبعون عاماً                                                                                               


موقع البناية التى بها عثر بها على الشقة وهى كأغلب مبانى باريس بنيت على النسق الباروكى الكلاسيكى من كان يتصور ان حيز صغير فى هذه البناية يخبئ معه كل هذه الاسرار 
غالباً هذا وضع الشقة بعد عملية الجرد حيث بعثرة المحتويات وكما هو واضح مدى اناقة المكان الذى اثث على ذوق امرأة لا تقل عنه جمال واناقة 










   


ها هى ذا تماماً عندما جلست امام جيوفانى ليقوم برسمها ترتدى فستان من الوردى  يكشف عن كتفيها تجلس بأغراء بما يليق بنجمة مشهورة عشقها الكثير من الرجال ,رسمها الفنان كما رأها جميلة فاتنة مشغولة بنظرات اعجاب الاخرين لها حتى انها تحيد عنه لتنظر بأتجاه اخر ,وكفرشاة جيوفانى دوماً فى الرسم خفيفة,رشيقة ,جاءت اللوحة لسيدة ارستقراطية يمكنك ان نتخيلها فى وضع أخر  وهى تسير ترتدى الفرو وتحتضن كلبها الصغير بيد وبيدها الاخرى مبسم للسيجارة الرفيعة  ,وقد ذكر أن الرجل الذى اشترى اللوحة عندما سئل عن سر اقتنائها له وهو الذى لم يتوانى عن دفع ملايين الدولارات كان السبب يشوبه الكثير من الرومانسية فقد وقع فى غرام هذه السيدة منذ وقعت عينيه عليها وهى معلقة على الجدران وفى الوقت نفسه اثار تخلى الورثة عن مقتنيات جدتهم الكثير من غضب الجميع 




السبت، 18 ديسمبر 2010

le canape





Edouard Manet”
فى هذه اللوحة للفنان  التى تشغلها كنبة من المخمل بضربات فرشاة حادة قوية من الازرق صممها الفنان بهذا الشكل الدافئ الوثير ظهر من الكبتاونى بشكل دائرى يحدها  ذراعين مضموتين بحنان ولكأنها تتوق من يستلقى عليها لم تعنينى بطلة الوحة فى شئ وربما لم تعنى الفنان ايضاً والا لماذا جعلها تجلس بهذه الوضعية التى تخلو من الاناقة ولمسات الانوثة ربما شغله اكثر من ملامحها التى لم يظهرها بشكل جيد سوى فستانها الابيض بثنيات متعددة يفترش الكنبة والارض بينما وضعت على شعرها هذا الشابو من الابيض  وجلست منفرجة الارجل بحذاء من الاسود كسر الفنان حدة الازرق بالكثير من الابيض وبالخلفية الصفراء التى اختارها للون الحائط

jean Borad
انه  مرة أخرى بلوحاته التى لا تخلو من الحكايا والا لماذا أتى ألقى بهذه الفتاة بهذا الشكل لتسلم دموعها لوسادة ليدعنا كعادته نتساءل ترى ما الذى الم بها وجعلها تجهش بالبكاء هى التى لم تجد امامها سوى وسادة تلك الكنبة من القطيفة الحمراء لتستسلم لنوبة بكاء حادة لم يظهر وجه الفتاة ولكن يملؤنا اليقين بأنها جميلة كتب كازنتازكى   الذى لا يختلف عن بطل روايته زوربا  هذا الدنجوان المتمرد كان يملك كل هذا اليقين بأنه ليحصل على مقدار من السعادة فيجب على أن يتخلى عن شئ ما لذلك عندما ذهب الى اثينا تلك المدينة التى ملئته بالدهشة والسعادة حد انه كان يجوب الطرقات والشوارع بفرح ليس له مثيل عندما توقف امام محل للاحذية وطلب من البائع حذاء اقل من مقاسه ليشعر بهذا الضيق فى قدميه ويتألم كلما سار به كذلك فضل على أن يختار قصاص على سعادته التى منحها له القدر حتى لا يترك للقدر فرصة الاختيار وربما وقتها كان بأمكانه أن يستيقظ من النوم ليجد النيران تحيط به من كل جانب ,طغى اللون الاحمر الداكن على مساحات اللوحة فى الارضية او الديكور فقط جاء لون فستان الفتاة الانيق  من الازرق بدرجاته ليكسر حدة اللون                                                                                               


Ramon Casas- - verde



Japanese Scroll_Tissot
 الفنان الذى كانت الاناقة مرداف فى كل لوحاته لذلك لقب بفنان الاناقة هذا الفرنسى الذى درس وعاش فى فرنسا ليتركها بعد ذلك ويذهب ليعيش على ضفاف نهر التايمز ويبدع اجمل لوحاته ومنهم هذه اللوحة التى بيعت فى مزاد كرستى بملايين الدولارات وتعد من أغلى اللوحات الفنية على الاطلاق غريب هو منطق اللوحات الفنية فالفنان قد رسم ما تفوق هذه اللوحة جمال مئات المرات ولكننا ماذا نفعل فى عقول واقعة تحت غاوية اللوحات الفنية بطلة اللوحة تستلقى على كنبة مزخرفة بزهور منقوشة على الكسوة الخارجية للكنبة تقوم بفرد مفرش من الكانفاه تعمل على تطريزه بنقوش يابانية منذ الزمن حتى انه ينساب على الارض فى وضعيات متباينة  تضع شابو من الابيض وتتدثر بهذا الشال من الالوان المتداخلة من البنى والاصفر والبنفسجى وضعية المرأة فى اللوحة هى مثار الاقاويل والتأمل فهى تلقى برأسها للامام كما لو أنها تراقب احد او تسترق  السمع لاحد وقد أتقن الفنان رسمها بشكل مذهل للجميع  فى نظرة السيدة التى يملؤها الانتباه بجوار السيدة تماماً منضدة خشبية وضعت عليها الادوات التى تستعملها هذه السيدة لانجاز العمل وفى الخلف نافذة خشبية  تفتح على حديقة بزهور حمراء ووردية اللون من ينظر الى هذه اللوهلة الاولى يشعر بالصخب يعتريه بالرغم من ان اللوحة تقتصر على وجه وكنبة ونافذة ولكن الكثير من الالوان المتداخلة والزخرفة الكثيرة   من الزخم ويتميز  الرسم الياباني بمدى واسع من الأساليب وباشكال واسعة الابعاد وتنوعت من اللوحات الافقية واللوحات الاسطوانية المعلقة إلى البوم اوراق النبات والمراوح اليدوية واللوحات الجدارية واللوحات التي على شكل ستائر وتراوحت مواضيع الرسم الياباني من صور جذابة للبلاط الإمبراطوري ومفردات الديانة البوذية إلى مشاهد روائية واقعية وفن الاوكي يو-ايه وهونوع آخر من الفن وهو الرسم على ألواح من الخشب وقد لاقى رواج فى اوربا اواخر القرن التاسع عشر


Ramon Casas- - verd
من يشاهد هذه اللوحة ويتسلل  بنظره الى ببطء الى الامضاء المدون فى ذيل اللوحة بخط لا يكاد يظهر يصاب بالحيرة من ان الاسم الذى وضع عليها للفنان جان جيرمان هذا الرجل الذى تخصص فى رسم مبانى وشوارع انجلترا على النهك الفكتورى وما يناسب حالته النفسية من حزن واكتئاب حتى تصيغ لوحاته جميعها الغموض والصمت فترى تحت أى تأثير قوى وقع ليقوم برسم هذه الفاتنة بعدما استلقت امامه بدلال واغراء يصعب على اى رجل مقاومته والموديل عادة فى لوحات الفنان كانت لأمرأة تسير فى الطريق تمر دون أن تلتفت حتى ولا يتسنى لنا ان نشاهد ملامحها فهى كانت مجرد خيال لامرأة تعبر الطريق او تسير فى طريق طويل لا نهاية له,هذه الموديل فى اللوحة وجه ظهر لجيرمان فى اكثر من لوحة لها خرج بها عن مساره المعهود فى الرسم ,وكأنه بذلك اخيراً قد فوجئ جمهوره بوجه المرأة التى ظل على عمره الفني  يقوم برسمها وهى موليه الظهر وقد كانت اجمل مما هو متوقع ,يغلب على اللوحة الفن اليابانى فى الزخرفة والنقوش والمرواح والفازات الصينية التى تراصت أعلى منضدة خشبية فى خلفية الصورة على شيزلونج وثير استلقت هى بدلال يشوبه الكثير من الاغراء فى وضع احد ذراعيها خلف رأسها بينما تستند بالاخرى على ظهر الكنبة وبعينيها هذه النظرة التى تملؤها دعوة لشيء ما ...ارضاء لجمالها جعلها تستلقى على قماش الدانتيل هذا الذى لا يحجب عنك الرؤية بل يجعلها تتسلل اليك ببطء اكثر لتحتل كل مساحة بك انه الاكثر اغراء ما بين الاقمشة رسمه الفنان بأتقان مبهر حتى انك تكاد لو تلمس ورداته بيديك لم يكتفى الفنان بالدانتيل فجعل من دفء الفراء بساط لها  الالوان جاءت قوية وسلط الضوء على بؤرة اللوحة بينما جعل الاركان اقل عتمة