السبت، 21 يونيو 2008

الجوارى والحريم


الحريم انه ذلك العالم المغلف برقائق من الدانتيلا تلك التى تشف ما تحتها فلا هى تركت لك حرية النظر ولا منعتك بلا فتحت لمخيلتك العنان تماما كما فعلت بالفنانين المستشرقين الذين وفدوا الى البلاد تروادهم الاحلام لسحر الشرق فرسموا الكثير من اللوحات لذلك العالم الغريب عنهم قليل منهم اجتهد ليصل للقصر ويرى ذلك بنفسه والبعض اعتمد على السمع والخيال ,, الحريم هذه الكلمة التى تركية الاصل والتى دخلت للبلاد العربية عن طريق العثمانيين خلال وجودهم فى البلاد وكلمة حريم لم يات ذكرها فى القران او السنة النبوية فهى ابتكار للثقافة التركية ومشتقة من كلمة حرم والحريم هو المكان المخصص فى القصر لنساء وزوجات السلطان والذى يحرم على الغرباء او الرجال من مجرد الاقتراب منه وتقوم بالخدمة به نساء مخصوصة ويحيط بالحريم اسوار عالية تمنع  من النظر اليه ويحيط به الحدائق والبساتين والنافورات والحمامات المخصصة لترفهن عن انفسهن ويتكون قسم الحريم من عدة اجنحة كل جناح منها يسمى دائرة ويغلق على الاجنحة كلها باب رئيسى يقوم بحراسته الاغات وهم مجموعة من العبيد من الخصيان ام نساء الحريم فهن زوجات السلطان وجواريه اللواتى يضجاعهن واللواتى لا يضجاعهن وموظفات قصره وخادماته وقد كان يغلق عليهن الباب عكس نساء المجتمع العادى كنوع من انواع التمييزوالحماية واضفاء صفة مخملية على مجتمعهن كنوع من التدليل لنساء السلطان ;;كانت الحريم يعشن فى مجتمع مخملى طبقى يتكون من عدة طبقات اعلاها زوجة السلطان مرورا بالمحظيات والمستولدات وهن جوارى للولادة والنسل نزولا الى طبقة الخادمات ومستجدات الجوارى اللواتى تحت التدريب والتعليم كانت الطريقة التى يتم بها التعامل مع النساء الاخريات مختلفة عن نساء السلطان عامة من الشعب فقد كن فى عزلة تامة عن العامة متقوقعن فى هذا الشرك يتم تدريبهن وتعلميهن والعناية بهن وكأنهن مخلوقات نادرة وذلك فى رفع تعلميهن ليكونا فى اعلى درجات الجمال الجسدى والخلقى والفكرى وكل ذلك لا لشئ سوى ان يكن مرتع للسلطان وملذاته ...عالم الحريم كان مجهول للعامة فرويت حوله الاساطير وقيلت فيه الاشعار واصبح حديث الناس فكل رجل كان يحلم بان يكون سلطان ويمتلك لذة الحريم وينعم بالجوارى والمكانة الجتماعية لمن هم لديهم حريم ببيوتهم وكل سيدة تمنت ان تكون من حرمة للسلطان لا تراها الاعين لم احيطت به الحرمة من هالة من السحر وما يحكى عنهن من الجمال والفتنة ..وهكذا وبمرور الوقت انتقلت هذه الظاهرة وكاى ظاهرة اجتماعية اخرى انتقلت عدوى الحريم من السلاطين والخلفاء الى الصفوة من الشعب من تجار وشخصيات ذات نفوذ فاصبح لهم الحريم الخاص بهم وتم حجب النساء بما يشبه الموضة فى البيت فلا تخرج الى السوق ولا يراها احد ولا تعمل ولا تقضى حاجات منزلها هى فقط للذة بل واصبحوا يتفننوا فى جعل قسم الحريم قطعة فنية رائعة الجمال من ديكور واثاث ومرتعا للملذات وهكذا اصبح اصحاب الثروات والنفوذ يمتلكن مجموعة من الحريم لا يخرجن ولا يعملن ولا يكشفن عن جمالهن لاى شخص ويغطين وجوهن عند الخروج من المنزل حتى لا يراهن اى شخص عكس كل النساء لانهن حريم وجوهن محرمة الا على من يملكهن او يشتريهن او يتزوجهن.. ,ونساء المجتمع العادى يخرجن ويعملن بل و ويحاربن ويقودن شعوبهن ويطلبن العلم ويسعن فى طلب العلم و الرزق ومع مرور السنين اصبح كل رجل يتمن ان يكون من ذوى الحريم واصبحت كل انثى تتمنى ان تكون حرمة مدللة لاحدهم عندما تخرج من المنزل تتدور الرقاب باتجاهها من شدة الفضول ورغبة فى رؤية ما تحت الغطاء ..تماما كم تتجه الانظار الى هوادج محظيات السلاطين رغبة فى نظرة من ذلك الهودج المحفوف بالفتنة ..الملئء بالاسرار

هناك تعليقان (2):

Ahmad Abdulatif يقول...

شاشا
مقال جميل في أصيل الحريم . هكذا تبدأ الأشياء و هكذا تنتهي .
وهكذا أيضا ظهرت فكرة النقاب التي ربطوها أيضا بالدين .
تحياتي اليك

RASHA يقول...

فعلا الكثير من المجتمعات العربية مازالت تعيش فى زمن الحريم تحت ستار الدين